الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القوة الناعمة.. مبدعو فلسطين حائط صد أمام الاحتلال رغم الاستشهاد والاعتقال

  • مشاركة :
post-title
دلال أبو آمنة

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لا صوت يعلو على ما يحدث في غزة، فالمشهد المأساوي للضحايا والأطفال والبيوت المهدمة لا يمحى من الذاكرة، والأصوات التي تندد بما يفعله الاحتلال الإسرائيلي لا تكل من نقل الصورة، يقولون للعالم أنظروا للمجازر التي تحدث في فلسطين، وكان لمبدعي الفن دور في نقل تلك الصور رغم ما قوبل به من عنف، فهناك من ضحى بجسده من أجل تلك القضية العادلة، أو أعتقل دفاعًا عن بلده، وآخرون حوّلوا منصات التواصل الاجتماعي لشاهد على جرائم الاحتلال بالأراضي الفلسطينية.

جيش الاحتلال بدأ قصفه الغاشم لغزة بالدانات والصواريخ وفي الوقت نفسه يخوض حربًا أخرى لإسكات كل صوت ينقل جرائمه للعالم سواء مواطنًا أو مطربًا أو شاعرًا أو فنانًا، حتى لا تصل الأصوات المؤثرة إلى العالم وتكشف زيفهم.

استشهاد تحت القصف

مع الأيام الأولى وعقب الهجمات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة استشهد الشاعر فارس أبو شاويش، الذي ولد في النصيرات وأطلقت عليه الجماهير لقب "الأسطورة" لحرصه رغم الحصار على تناول مشكلات الشباب في المخيم الذي نشأ فيه، يتحدث عنهم ومعاناتهم تحت الحصار، ويواجه الصعوبات التي تلوح في الأفق والمشكلات التي تدفع الشباب لخيارات صعبة.

ومن بلدة البقيعة رحل الكاتب حسين مهنا الذي ولد عام 1945، وتقدمت وزارة الثقافة الفلسطينية بتعازيها لعائلته وأصدقائه وزملائه، وفي الليلة نفسها رحل عدنان أبو غوش، ابن بلدة عمواس.

وبعد أيام من هذا القصف الغاشم ووقوع آلاف الضحايا ودّع الفلسطينيون الشهيدة هبة كمال أبو ندى التي ولدت عام 1991 في السعودية، من عائلة لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة في العام 1948، لتُزيد الألم على أصدقائها الذين فقدوا عائلتهم وأبناءهم ونعوها بكلمات مؤثره وكتب أحدهم: "وداعًا يا هبة أبو ندى، لن تكتبي الشعر بعد اليوم، لا يوجد شعر بعد اليوم، تجرد العالم من كل معانيه، وصارت كل زقزقة نعيقًا، مات كل شيء عندما صار القتل عاديًا".

اعتقال دلال أبو آمنة

ومع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" وقصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة انتفضت صوت فلسطين دلال أبو آمنة كعادتها لتدافع عن أرضها ووطنها وكتبت عبر حسابها على "فيس بوك": "لا غالب إلا الله" لتحرك تلك الكلمة الاحتلال وتستفزهم ليعتقلوها.

ولم تلبث "دلال" في سجون الاحتلال سوى أيام مرت عليها كأعوام، وحرصت عند خروجها أن تروي للعالم ما حدث معها في السجن الانفرادي لمدة ليلتين وقالت: "أنا حرّة كما كنت، وحرّة كما سأبقى دومًا وأبدًا، وجسدي الذي هَزُل بسبب إضرابي عن الطعام طيلة الثلاثة أيام أصبح الآن أقوى، وإيماني بالله أعمق، وقناعتي برسالتي وتكليفي زاد أضعافًا".

حاول الاحتلال تجريد "دلال" صوت فلسطين، من إنسانيتها، وإسكاتها وإذلالها بكل الطرق، حسب روايتها، لكنها لم تنصع لهذا ووقفت ضد الاحتلال بكل قوة وحزم طليقة تندد بما يفعلوه رغم تكبيل يدها وساقها بالقيود، وتقول: "إجعلوني أكثر شموخًا وعزة، وسيبقى صوتي رسولاً للحب مدافعًا عن الحق في هذه الدنيا، وشكرًا لكل من دعمني من كل أنحاء العالم، إن كان بكلمة أو دعوة أو بموقف، ومحبّتي وامتناني لعائلتي الحبيبة".

كشف الجرائم

أما صاحب أغنية "أنا دمي فلسطيني" الفنان محمد عساف لم يكل فقد حوّل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لمنصة توثق كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من مجازر، فكل يوم ينقل للعالم بكل اللغات ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في أرضهم، بجانب تبرعه بمبلغ من المال.

وحرص "عساف" أن يناشد كل متابعيه من خلال آخر منشوراته ألا يتوقفوا عن نقل ما يحدث في فلسطين وقال لهم إن الحرب مستمرة، العدوان مستمر، الجرائم مستمرة، وطالبهم بضرورة الاستمرار ن في كشف الجرائم، وقال: "رجاءً ما توقفوا أي شيء بتعملوه، ما راح نمل ونزهق".