بينما تعمل بنظام صحي متهالك، جراء القصف ونقص الإمدادات، تستمر مستشفيات قطاع غزة في المثابرة، بينما تسقط واحدة تلو الأخرى، بالخروج من الخدمة، رافضة التحذيرات الإسرائيلية بضرورة الإخلاء، بينما يحشد جيش الاحتلال جنوده استعدادًا لتوغل بري.
24 مستشفى مهددة بالقصف
بعد يوم من قصف إسرائيلي عنيف بالقرب من محيط مستشفيات داخل قطاع غزة، سبق وتلقت تحذيرات بضرورة الإخلاء، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنه من المستحيل، تنفيذ طلب جيش الاحتلال بإخلاء 24 مستشفى في القطاع، موضحًا أنه لا يمكن نقل المرضى من المستشفيات المطلوب إخلاؤها، لا سيما في ظل أعدادهم الآخذة في التزايد بسبب القصف المستمر. بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
20 مستشفى توقفت عن العمل
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في أحدث تصريحاته، في وقت سابق، إن 20 مستشفى في قطاع غزة من أصل 35 توقفت عن العمل منذ بدء الحرب الدائرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن شاحنات المساعدات التي دخلت غزة لا تكفي أبدًا لسد الحاجات الطبية الملحة.
عدة أمتار قرب الموت
وأكدت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، أن الغارات الإسرائيلية بمحيط المستشفيات قريبة جدًا لدرجة سقوطها على بعد 20 مترًا فقط من المستشفيات، مشيرة إلى قصف طال محيط مستشفى القدس، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، خلال زيارة يجريها وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
لماذا يصعب الإخلاء؟
وقال متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد فتياني، في وقت سابق، إن أحد المستشفيات التابعة للهلال الأحمر، لم تستطع الإخلاء رغم توالي الإنذارات الإسرائيلية، وذلك بسبب " أكثر من 400 مصاب ومريض يتلقون العلاج بها، فضلًا عن أكثر من 12 ألف مدني نزحوا إليها"، وبالتالي كان من الصعب إخلاء المستشفى.
أوضح فتياني أن امتثال الكوادر الطبية وجميع من بالمستشفيات للإخلاء يعني تعرض المرضى والمصابين للخطر، لا سيما من هم على أجهزة التنفس الصناعي والعناية المركزة، ومن هم في حالة حرجة تستدعي العمليات الجراحية.
وأضاف أن عملية الإخلاء تحتاج لاستعدادات لوجستية كبيرة، إذ أن في حالة نقل أكثر من 400 مصاب ومريض تحتاج الكوادر لأكثر من 100 سيارة إسعاف، وهذا غير متوفر، بالإضافة لعدم وجود مكان آمن في مستشفيات أخرى.
طلب لإعادة النظر
وطالبت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، كيان الاحتلال بإعادة النظر بشأن إنذاراته لإخلاء المستشفيات شمالي القطاع، مُحذرة من الخطورة التي تنطوي على نقل المرضى، لا سيما من هم في حالات غير مستقرة، أو على أجهزة التنفس الصناعي.
قال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم المنظمة في بيانٍ صحفي: "هناك مرضى في المستشفيات لا يمكن نقلهم بسهولة، وهناك أجهزة تنفس صناعية ورضع في حضّانات وأشخاص في حالات غير مستقرة، ومن الصعب للغاية نقلهم".
يأتي ذلك بينما يكثف جيش الاحتلال ضرباته صوب المستشفيات والمنازل والمدارس، أحدثها مجزرة ارتكبها في المستشفى المعمداني في غزة أسقطت أكثر من 600 فلسطيني بين شهداء وجرحى، أعقبها قصف قرب مستشفى القدس ومجمع الشفاء الطبي، بما يخالف القانون الدولي الإنساني.
الوضع الصحي يتداعى
وكشفت أحدث تقارير أوردتها وزارة الصحة الفلسطينية عن وضع صحي يتداعى في ظل استهداف مستمر على مدار 17 يومًا من العدوان.
وبحسب التقرير، شن الاحتلال" 250 اعتداءً على القطاع الصحي، سقط على أثره 42 شهيدًا من أفراد الطواقم الطبية، وما يزيد على 30 من الجرحى، من أفراد الطواقم الطبية، كما دمر 50 سيارة إسعاف".
وأشار التقرير إلى تقديرات بوجود" 50 ألف امرأة حامل تواجه تحديات في الوصول للرعاية الصحية، وتوقع 5500 حالة ولادة الشهر المقبل، و9 آلاف مريض سرطان في حاجة للعلاج الكيميائي، وألف مريض غسيل كلى، وأكثر من 130 من أطفال الحضّانات"، بحسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية".