الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين نيران الحرب وبرد الشتاء.. زيلينسكي ينتقد أداء "رجاله" ويطلب "المزيد" من أوروبا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

بات كاهل إدارة كييف مثقلًا بالأعباء المدنية والعسكرية، ولا يزال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقاوم الهزيمة؛ فبين استعادة السيطرة على أراضٍ سُلبت، وصد الضربات الصاروخية الروسية واسعة النطاق من جهة، وتوجيه أطقم المرافق للتحرك على عجل بهدف استعادة خدمات الكهرباء والمياه والتدفئة المتوقفة، في أعقاب هجمات شهدتها البلاد على مدار الأسابيع الأخيرة من جهة أخرى، يواصل دعواته لأوروبا بصب جام غضبها على روسيا وفرض مزيد من العقوبات، وإرسال المزيد من الدعم والأموال.. إلى متى يستمر سيناريو متكرر على مدار تسعة أشهر؟

ظروف قتال قاسية وموسكو تهاجم بالقوات "الجو-فضائية"

مع استمرار تساقط الثلوج التي غطت العاصمة كييف، اليوم الأحد، أسقطت القوات الروسية أكثر من 200 جندي أوكراني و100 "مرتزق أجنبي"، بالإضافة إلى تدمير عشرات الآليات العسكرية، خلال اليوم الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية، في إفادة صحفية، إن القوات الجو-فضائية الروسية استهدفت بأسلحة عالية الدقة نقاط تمركز المرتزقة الأجانب المؤقتة في محور دونيتسك، ما أسفر عن مقتل نحو 100 مرتزق، كما أحبطت مدفعيتها محاولات هجوم مضادة للقوات الأوكرانية في لوهانسك، وأسقطت 30 جنديًا، إلى جانب 50 آخرين قضت عليهم بالمدفعية على محور كراسنو ليمان، ونحو 70 في مناطق سوليدار وأوبيتنو وكورديوموفكا ومايورسك، وأخيرًا أطاحت بـ60 جنديًا أوكراني بعد أن حاولوا استعادة مواقع خسرها الجيش في محور جنوب دونيتسك.

بالمقابل، قضى "المارينز الأوكرانيون" على 33 جنديًا روسيًا وطائرتين بدون طيار، فيما قامت الوحدات المدفعية وسلاح مشاة البحرية الأوكرانية بالقضاء على 16 آخرين، خلال الليلة الماضية، وفق الخدمة الصحفية للقوات البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية، والتي نقلتها وكالة الأنباء الأوكرانية.

6 ملايين أوكراني بلا كهرباء في ليلة واحدة.. وزيلينسكي ينتقد سوء أداء رجاله

بعد سلسلة قاسية من الضربات المدفعية الروسية، طوال الأسبوعين الماضيين، انتشرت فرق البنية التحتية في أوكرانيا على مدار الساعة لاستعادة الخدمات الأساسية الرئيسية ليحظى نحو 6 ملايين مواطن أوكراني بخدمات الكهرباء لساعات بعد أن انقطعت عنهم، وسط طقس قارس البرودة.

وقال "زيلينسكي" إن ستة ملايين شخص انقطعت عنهم الكهرباء، الجمعة الماضية، بعد أحدث عمليات للقصف الروسي الأسبوع الماضي، بينما قالت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو"، يوم الأحد، إن منتجي الكهرباء يزودون الآن بنحو 80 في المئة من الكهرباء المطلوبة، في تحسن حققته الشركة مقارنة مع نسبة 75 في المئة حققتها يوم السبت.

وفرضت الشركة حظرًا على الكهرباء، وحثّت المواطنين على استخدامها حين العودة في حدود، وقالت في بيان نشرته على "تليجرام": "نود أن نذكركم بأن كل أوكراني عادت الكهرباء لمنزله يمكن أن يساعد في إعادتها للآخرين بشكل أسرع، وذلك ببساطة عن طريق الاقتصاد في استهلاك الكهرباء"، وفي خلاف نادر الكشف عنه، انتقد الرئيس الأوكراني، الجمعة، رئيس بلدية كييف، بسبب ما وصفه بـ"سوء أدائه" في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة في أعقاب الهجمات الروسية.

زيلينسكي: إما عقوبات باختياره أو تكون "مصطنعة"

شدد الرئيس الأوكراني على ضرورة أن يترواح سعر النفط الروسي المنقول بحرًا بين 30 و40 دولارًا للبرميل كحد أقصى، وإلا سيكون "غير حقيقي"، وأضاف زيلينسكي، الذي دفع أوروبا باستمرار إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا منذ بدء الصراع: "الحد قيد البحث اليوم، وهو 60 دولارًا تقريبا، أعتقد أنه مصطنع".

تصريحات زيلينسكي التي أدلى بها، يوم السبت، تأتي بينما تنقسم حكومات الاتحاد الأوروبي حول فرض حد أقصى يتراوح بين 65 و70 دولارًا للبرميل، للحد من قدرة موسكو على تمويل آلتها الحربية في أوكرانيا دون التسبب في صدمة لإمدادات النفط العالمية.

أوروبا تدرب 15 ألف جندي أوكراني لقتال روسيا.. كيف تُرضي زيلينسكي؟

العقوبات التي يسعى الرئيس الأوكراني لدفع الاتحاد الأوروبي لفرضها على روسيا بينما سيكون لها تأثير بالضرورة على دوله الـ27 -المتأثرة بدورها بأسعار الطاقة ونقص إمداداتها- تأتي بينما تلقت كييف، قبل أيام، دفعة جديدة من الإمدادات العسكرية الخاصة من ألمانيا، شملت جرارين لنقل الدبابات و14 مركبة لحماية الحدود، ضمن مساعدات تشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة طراز ( IRIS-T).

وفرض الاتحاد الأوروبي ثماني حزم من العقوبات ضد روسيا حتى الآن، أحدثها في أكتوبر الماضي، على خلفية العملية العسكرية التي شنتها في أوكرانيا، منذ 24 فبراير الماضي، وشملت ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية على نحو اُعتبر غير قانوني، بالمقابل كثّف الاتحاد الأوروبي من خطوات دعمه العسكري والمالي لأوكرانيا، أحدثها قراره "الأضخم" في أكتوبر الماضي، تدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه، و تمويل كييف بـ500 مليون يورو لإمدادها بالأسلحة.

كييف.. إما الموت بنيران الحرب أو بردًا

بلا كهرباء أو تدفئة، بات مدنيو كييف في مواجهة "الموت بردًا"، بعد أن كانوا يحاولون النجاة من الموت بنيران الحرب لنحو 9 أشهر ماضية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الأوكرانية، تساقط الثلوج بغزارة في العاصمة الأوكرانية كييف، ابتداء من اليوم، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

سيناريو الحرب في أوكرانيا منذ بدأت قبل تسعة أشهر لازمته وتيرة واحدة، وإن كانت التوقعات حين بدأت الحرب أسوأ، إذ تدك آلة روسيا أوكرانيا، فيعاني المدنيون، ويطالب زيلينسكي بالمزيد من الأموال والعقوبات، وتغيب المفاوضات أمام جبهتين، كل منهما عازمة للنيل من الأخرى. فهل يحسم الشتاء الحرب؟