بينما تتوالى دعوات السفارات لرعاياها في لبنان بسرعة مغادرته، في ظل وضع متوتر في الجنوب على الحدود مع إسرائيل، اجتمعت حكومة تصريف الأعمال لدراسة خطة طوارئ في حال وقوع حرب، تشمل حالات الإجلاء والنزوح والدفاع المدني.
خطة طوارئ
اجتمعت حكومة تصريف الأعمال في لبنان، برئاسة نجيب ميقاتي، الخميس، لبحث خطة الطوارئ التي أعدتها الأمم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في البلاد.
وضم الاجتماع وزراء الداخلية والبلديات، والصحة العامة، والإعلام والبيئة، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، ومسؤولي الهيئات الإنسانية والإنمائية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة والعاملة في لبنان.
وتشمل الخطة الطارئة الاستباقية حالات الإجلاء والنزوح، والدعم الخدماتي والصحي والاجتماعي، إضافة إلى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف.
ومن المنتظر أن يعقد مندوبو الوزارات المختصة وهيئات الأمم المتحدة، اجتماعًا تقنيًا اليوم الجمعة للاتفاق على خطة العمل النهائية.
5 دول تدعو رعاياها للمغادرة
وحثّت سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا وكندا، والسعودية رعاياها، على مغادرة لبنان، في ظل التوتر الذي تشهد الحدود الجنوبية مع إسرائيل، فيما أوصت الراغبين في البقاء بالاستعداد لحالات الطوارئ.
وقالت السفارة الأمريكية، في تحذير أرسلته إلى رعاياها في لبنان: "تحثّ وزارة الخارجية المواطنين الأمريكيين في لبنان على وضع خطط للمغادرة في أقرب وقت ممكن، بينما لا تزال الخيارات التجارية متاحة"، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
في السياق ذاته، قالت السفارة البريطانية في بيروت، في بيان: "تنصح وزارة الخارجية والتنمية الآن بعدم السفر إلى لبنان وتشجع المواطنين البريطانيين الذين يعتزمون المغادرة على القيام بذلك الآن، طالما الخيارات التجارية متاحة".
وطلبت من رعاياها البقاء في حالة اليقظة، وتجنب التجمعات، واتباع تعليمات السلطات المحلية، محذرة من أن "الوضع لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يتدهور دون سابق إنذار".
وحثّت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، مواطني بلادها بتجنب السفر إلى لبنان، وكتبت عبر حسابه على موقع "إكس": "لدى الحكومة الأسترالية مخاوف خطيرة بشأن الوضع الأمني في لبنان، وإذا كنت أستراليًا في لبنان، يجب أن تفكر في المغادرة الآن، إذا كان من الآمن القيام بذلك".
ودعت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان "بسبب تدهور الوضع الأمني والاضطرابات المدنية". وكتبت على موقعها الرسمي أنه "من الممكن أن يتدهور الوضع الأمني أكثر دون سابق إنذار، وفي حال اشتداد النزاع المسلح مع إسرائيل، قد تتأثر الوسائل التجارية لمغادرة البلاد. وقد تكون قدرة الحكومة الكندية على تقديم الخدمات القنصلية أثناء النزاع النشط -بما في ذلك إجلاء المواطنين- محدودة".
كانت السعودية أولى الدول التي حثت رعاياها على ضرورة مغادرة لبنان على الفور، وقالت السفارة السعودية في بيان لها، الأربعاء، أنها "تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، حيث تدعو كافة المواطنين التقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حاليًا".
ودعت رعاياها في لبنان إلى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن الأماكن التي تشهد تجمعات أو تظاهرات، لحين مغادرتهم، وحثتهم على ضرورة التواصل معها حال حدوث أي طارئ. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
التوتر يتصاعد في الجنوب
وعاد التوتر عند الحدود الجنوبية في لبنان، بتجدد القصف الإسرائيلي على القرى المحاذية الحدودية.
وتجدّدّ القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وقوى لبنانية، وتركّز في القطاعين الغربي والأوسط، بعد يوم من ضربات ضد مواقع إسرائيلية طالت إحداها مواقع ملاصقة للساحل الجنوبي في الناقورة، ردًا على مقتل 6 لبنانيين جراء قصف إسرائيلي سابق.
وفي توتر آخر، نجحت قوات اليونيفيل في إنقاذ سبعة مدنيين بينهم صحفيين، حاصرهم جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب موقع العبّاد الإسرائيلي، قِبالة بلدة حولا الحدودية.
وقال أندريا تيننتي، الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل"، إنّ "الجيش طلب هذا المساء من اليونيفيل مساعدة سبعة أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق". أضاف أن أحد الأشخاص من بينهم فقد حياته.
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تصعيدًا عسكريًا شبه يومي بين الجانبين، في ظل تصعيد الاحنال على قطاع غزة، والضربات المتبادلة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية من هجوم "طوفان الأقصى" المباغت الذي شنته المقاومة.