الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مطربة الصمود والأمل.. "دلال أبو آمنة" صوت فلسطين الصادح رهن الاعتقال

  • مشاركة :
post-title
دلال أبو آمنة

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"أنا كفنانة فلسطينية كتير ملاحقة".. هكذا تصف دلال أبو آمنة نفسها حينما تُسأل عن سبب استقلالها بأعمالها الغنائية، فهي دائمًا كانت تشعر بالخطر والمحاصرة، وكان المنتجون يرفضون أن يتعاونوا معها كونها فلسطينية ملاحقة دائمًا، لذلك قررت أن تكسر كل الحواجز وتستقل بمشروعها الفني من أجل أن تحقق ما تريد، لكن يبدو أن ملاحقتها لا تنتهي، فمع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" وقصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة انتفضت "دلال" كعادتها لتدافع عن أرضها ووطنها وكتبت عبر حسابها على "فيسبوك" "لا غالب إلا الله" لتحرك تلك كلمة الاحتلال وتستفزهم ليلاحقوها ويعتقلوها.

صوت الفلسطينية دلال أبو آمنة، ابنة مدينة الناصرة التي ولدت عام 1983 لا ينقطع، فأغانيها عن أرضها بكل مكان وصوت محبيها والواقفين وراء القضية الفلسطينية لا تتوقف ولا تعترف بالحصار، فالجميع خرج وأدان ونشر مقاطع أغانيها في كل مكان، كما استنكرت وزارة الثقافة الفلسطينية اعتقالها من الناصرة، بعد تحريض مستوطنين ضدها.

لم تطمح دلال أبو آمنة منذ طفولتها أن تكون فنانة، فهي أحبت العلم وحلمت أن تصبح عالمة فلك، ومع مرور الأيام تحول الأمر، إذ تمنت أن تدخل المجال الطبي، بسبب معاناة شقيقها من إعاقة سمعية، فأرادت أن تساعد كل مريض، لكن الفن طبع عليها بحكم العائلة وتقول في لقاء متلفز: "نحن عائلة فنية أبي يحب الموسيقى، والغناء لا ينقطع في منزلنا لذلك أخذني الشغف لهذا العالم، أحببت الطرب الأصيل، وأديت الأغاني التراثية الفلسطينية والشامية، وشهد لي كبار موسيقيي العالم العربي بجمال صوتي مثل الملحن المصري صلاح الشرنوبي والسورية أصالة نصري".

منذ بداية دلال أبو آمنة في مجال الغناء وهى تضع نصب أعينها وتعمل على ترسيخ الهوية الفلسطينية ودعم قضايا الشعب الفلسطيني، وحرصت أن تبين لكل العالم ما هي فلسطين ومدنها، وتحملت خطورة دخول الأماكن المحتلة من أجل تصوير تراث بلدها وتغنى لأهلها، وتقول: "أحب أن أفعل كل شيء بشغف حتى وجودي كفنانة، وأتعامل مع الفن دائمًا كأني مبتدئة، وكنت حريصة على أن أنقل للعالم كله فلسطين من خلال جولاتي وتصوير لأغاني وبرامج مع الشعب الفلسطيني في مختلف بلداته، لكن تعرضنا لمضايقات من جانب الاحتلال وفي كثير من الجولات كنا نقف على الحواجز لوقت طويل، واهتممنا أن نذهب لكل بلد حتى الأماكن الدينية التي سيطر عليها الاحتلال".

استقلت الفنانة دلال أبو آمنة بمشروعها الغنائي وذلك لأن المنتجين كانوا يرفضون أن يتعاونوا معها، وتقول في لقاء متلفز: "كنت أريد أن استقل بكلماتي وهويتي وأعبر عما أشعر به، فأنا لا أغني لمجرد الغناء بل الشغف هو ما يحركني، لذلك كان أول مشروعاتي الغنائية عن فلسطين وحكاويها، وبعدها أطلقت مشروعًا يحمل اسم "يا ستي" أعدنا من خلاله التراث الفلسطيني، وتقديم الموروث الغنائي النسائي بأصوات جدات الفلسطينيين، وأقمنا عدة حفلات في العالم وفي فلسطين، واستحضرنا روح العائلة الفلسطينية والشامية قديمًا، التي فُقدت بسبب الاحتلال".

حملت "دلال" القضية الفلسطينية على عاتقها وكانت حريصة على أن تتغني بحبها لوطنها في كل محفل دولي شاركت به، ومن أبرز المهرجانات والمحافل التي تواجدت بها مهرجان تآخي الشعوب في اليونان عام 2002، ومهرجان تآخي الشعوب في إسبانيا عام 2002، مهرجان وحدة الأكراد في ألمانيا في العامين 2001 و2002، مهرجان المدينة في تونس في العامين 2000 و2001، مهرجان الدوحة الغنائي عام 2003، حتى إنها كانت أول مطربة فلسطينية تغني على المسرح الرئيسي لمنظمة التربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية.

"دلال" التي قدمت أكثر من 50 أغنية حصلت على عدد من التكريمات المختلفة من أبرزها امرأة فلسطينية نموذجية في المهرجان الفلسطيني في هيوستون 2015، أفضل شخصية فنية في فلسطين من قبل مؤسسة سيدة الأرض، 2016 أفضل الشخصيات النسائية في فلسطين من قِبل وزارة الثقافة الفلسطينية 2017.

وسوم :