مع تلاشِ الجهود السياسية الرامية إلى وضع نهاية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وعودة الفصائل الفلسطينية إلى المقاومة مجددًا، إلى جانب النضال السياسي من قِبل السلطة الفلسطينية، والذي يغذيه التضامن العربي والعالمي مع القضية العادلة، ماتت عملية السلام بين الجانبين، وخصوصًا مع اقتراب تل أبيب من تشكيل حكومة يمينية هدفها الوحيد تكثيف الاستيطان في الضفة المحتلة، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
في ضوء ذلك، يعتقد الكاتب الإسرائيلي، شموئيل هارلاب، أن تحالف الولايات المتحدة الأمريكية والصين ربما يجبر الفلسطينيين والإسرائيليين على استكمال المفاوضات التي لم يتم الانتهاء منها مُسبقًا، مؤكدًا أن تقسيم فلسطين إلى دولتين (عربية ويهودية) لا يزال ممكنًا، لكن الطريقة الوحيدة لتطبيق هذا المُقترح لن تفلح إلا باتفاق مُلزم تفرضه قوى عظمى تتنازع على النفوذ العالمي، مثل واشنطن وبكين.
مسار مختلف
وأشار "هارلاب" إلى أن تعثر اتفاقية "أوسلو" التي جرت بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل سنوات، كان لا بد أن يدفع القوى السياسية إلى سلك مسار مختلف لتحقيق المصالحة، لكن الولايات المتحدة وأوروبا أثبتوا أنهم غير قادرين على حل النزاع بمفردهما، لذا ربما حان الوقت لبحث إمكانية تحالف الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن التعاون الصيني الأمريكي لإنهاء الصراع سيغير الشرق الأوسط، وربما يمتد ليشمل مناطق الصراع بأكملها، مؤكدًا أن للصين مصلحة في أن تظهر للعالم أنها الدولة الوحيدة التي أدت مشاركتها إلى إنهاء صراع امتد لأكثر من 100 عام، وفشل الغرب في تسويته، وفي هذه الحالة، سيعترف العالم بواشنطن وبكين كمسؤولين مشتركين في العالم.
تحالف ميئوس منه
لكن "هارلاب" يعتقد أن تحالف كل من بكين وواشنطن يبدو ميئوسًا منه، حيث تقف كل من الولايات المتحدة والصين على جانبي الحاجز في الشرق الأوسط، فالأولى تقف بجانب إسرائيل وتعارض إيران، بينما تدعم بكين طهران والعالم العربي بقوة.
وتأتي آمال الكاتب الإسرائيلي من اللقاء الذي طال انتظاره بين جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وشي جين بينج، الرئيس الصيني، على خلفية مؤتمر قمة مجموعة العشرين للدول المتقدمة اقتصاديًا في بالي، قبل أسبوع، بهدف تحويل الصراع إلى منافسة، وشدد فيه كلا الزعيمين على التعاون من أجل تحقيق السلام في العالم.
جدير بالذكر أن العلاقات الأمريكية الصينية شهدت أخيرًا توترات على جميع الأصعدة، وذلك بسبب زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، لجزيرة "تايوان" ذاتية الحُكم والتي تعتبرها بكين جزءًا منها، وسط تحذيرات صينية من إصرار بيلوسي على إكمال الزيارة التي من شأنها أن تتسبب في تصعيد غير مسبوق.