تزايدت المخاوف، من تأثير توسع دائرة الصراع الدائر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، على الاقتصاد العالمي، ففي الوقت الذي يستعد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة، مع استمرار الضربات الجوية العنيفة، بدخول لبنان وسوريا على جبهة القتال من قبل داعمي حركة حماس.
ونشرت وكالة "بلومبيرج"، تقريرًا مطولًا، تحدثت فيه عن السيناريوهات المتوقعة للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لديه القدرة على تعطيل الاقتصاد العالمي، بل حتى دفعه إلى الركود حال تم جر المزيد من الدول إليه.
وتحدث التقرير عن "خطر حقيقي"، على الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن أي تصعيد أكثر حدة قد يدفع إلى صراع مباشر مع إيران، التي تزود المقاومة الفلسطينية بالسلاح والمال، بحسب التقرير.
وأشارت تقديرات "بلومبيرج إيكونوميكس" إلى أن أسعار النفط سترتفع إلى 150 دولارًا للبرميل، وانخفاض النمو العالمي إلى 1.7% وهو الركود الذي يقتطع نحو تريليوني دولار من الناتج الإجمالي.
وبحسب التقرير، يبدو الاقتصاد العالمي اليوم في حالة ضعف، خاصة وأنه لا يزال يتعافى من التضخم، الذي ضربه بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في العام الماضي، وبالتالي فإن حرب أخرى في منطقة منتجة للطاقة قد تؤدي إلى إشعال التضخم من جديد، وبالتالي تمتد العواقب الأوسع نطاقًا من تجدد الاضطرابات في العالم العربي.
وأشار، إلى أن عواقب الصراع الأوسع -إذا حدث- قد تمتد إلى الانتخابات الرئاسية في العام المقبل بأمريكا، حيث تشكل أسعار البنزين أهمية بالغة في تعزيز معنويات الناخبين، وهي التأثيرات التي ستتحدد حسب سيناريو تطور الصراع خلال الأسابيع أو الأشهر المقبل.
3 سيناريوهات لتأثر الاقتصاد العالمي
ورصدت بلومبيرج 3 سيناريوهات محتملة للصراع، الأولى حال ظل الصراع محصورًا بين غزة وإسرائيل، وضربت المثل بما حدث عام 2014، عندما أسرت المقاومة 3 إسرائيليين، لتشن إسرائيل غزوًا بريًا خلف أكثر من 2000 قتيل، لكن التأثير على الاقتصاد العالمي وأسعار النفط كان ضعيفًا، بسبب عدم خروج الصراع من الأراضي الفلسطينية.
وتقدر "بلومبيرج"، الخسائر في هذه الحالة بنحو 4 دولارات في أسعار النفط.
أما السيناريو الثاني، فتحدثت فيه عن امتداد الصراع إلى لبنان وسوريا، إلى جانب دعم إيران لجماعات مسلحة، لنشهد حربًا بالوكالة بين إيران وإسرائيل، وعندها ستزيد المخاطر الاقتصادية، إذ إن التصعيد من شأنه أن يزيد من خطر نشوب صراع مباشر بينها، وبالتالي قد ترتفع أسعار النفط بأكثر من 10% في هذه الحالة.
أما السيناريو الثالث، وهو مستبعد إلى حد كبير، فهو اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، وعندها قد نشهد ركودًا في الاقتصاد العالمي.
وفي هذا السيناريو، سيتأجج الصراع بين القوى العظمي، فأمريكا حليف وثيق لإسرائيل، في حين تعمل الصين وروسيا على تعميق العلاقات مع إيران، في وقت يبدي المسؤولون الغربيون قلقهم من أن الصين وروسيا سوف تستغلان الصراع لتحويل الانتباه والموارد العسكرية عن أجزاء أخرى من العالم.
ومع وصول نحو خُمس إمدادات النفط العالمية من منطقة الخليج، فإن الأسعار سترتفع بشكل كبير، وقالت إن هذا السيناريو قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل.