الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمجد أبو العلا: ترشيح فيلمين لي بالأوسكار "خطوة مهمة" في مشواري

  • مشاركة :
post-title
المخرج السوداني أمجد أبو العلا

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

ـ "وداعا جوليا" أول فيلم سوداني في دور العرض المصرية 25 أكتوبر.. وعرضه بفرنسا نوفمبر المقبل
ـ "المرهقون" مأخوذ عن قصة حقيقية واليونسكو قررت ترميم دور عرض بعدن بعد مشاهدته
ـ أخوض الدراما التلفزيونية لأول مرة بمسلسل مصري قصير على المنصات مع نجمة مصرية
ـ علاقتي بمصر قوية وأصولي منها.. وأجهز لفيلمين سودانيين مع منتجين مصريين
ـ الأفلام السودانية باتت الحصان الأسود والسوق المصرية خيار مهم لنا

حمل المخرج السوداني أمجد أبو العلا، على عاتقه رفع راية السينما السودانية وإعادتها لتصدر المحافل الدولية، بعد 20 عامًا من الغياب، وبعد أن حصد جوائز عالمية عن فيلمه الروائي الطويل الأول "ستموت في العشرين"، الذي أعطى قُبلة الحياة للسينما السودانية بعد عقدين من توقف الإنتاج، عاد ليحقق إنجازًا جديدًا بترشيح فيلميه شارك في إنتاجهما هما "وداعًا جوليا" لتمثيل السودان في الأوسكار، وأيضًا تمثيل "المرهقون" لليمن في المحفل السينمائي الأبرز في العالم، بعد حصدهما جوائز عالمية من مهرجاني" كان" و"برلين" السينمائي.

تحدث "أبو العلا" في حوار لـ موقع "القاهرة الإخبارية" عن محطات مهمة في مشواره الفني، حيث أكد أن فيلميه المرشحين للأوسكار كان تصويرهما الأصعب والأهم وسط ظروف الحرب في البلدين السودان واليمن، كما كشف عن مشروعاته الجديدة منها تجهيزه أول مشروع درامي مصري، وفيلمين سودانيين، وتطرق في حواره لخطة عرض فيلم "وداعا جوليا" بالسينما المصرية وفرنسا، وتوزيعه حول العالم، وأيضًا خطة توزيع "المرهقون" بالمهرجانات، والذي كشف أنه مأخوذ عن قصة حقيقية، وأن اليونسكو قررت ترميم دور عرض قديمة بعدن اليمن بعد مشاهدة العمل.

صناع فيلم وداعا جوليا
حدثنا عن خطوة ترشيح فيلميك "وداعا جوليا" و"المرهقون" لجائزة الأوسكار؟

فخور وسعيد بترشيح فيلمي بالأوسكار، ففيلم "وداعًا جوليا" يمثل السودان، و"المرهقون" يمثل اليمن، والحقيقة سواء وصلنا للأوسكار أو لم نصل، ما أسعدني أكثر أنه تم إنجاز الفيلمين في دولهما وسط الحرب، فكان هذا هو الأهم والتحدي الأكبر، ففيلم "وداعًا جوليا" صور في السودان قبل نشوب الحرب بثلاثة شهور وسط الكثير من الاضطرابات، وفيلم "المرهقون" تم تصويره في اليمن وعدن وسط الحرب أيضًا، والفيلمان روائيان وليسا تسجيليين، وتركيبتهما مختلفة وصعبة جدًا.

الحمد لله نافس "المرهقون" في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحصد جائزة الجمهور بتصويت 22 ألف صوت، كما حصل على جائزة حقوق الإنسان من نفس المهرجان.

هل فيلم "المرهقون" مستمد من قصة حقيقية؟

نعم مأخوذ من أحداث حقيقية باليمن، وهناك أشخاص حقيقيون ممن مروا بهذه القصة، شاركوا بالفعل معنا ضمن فريق العمل بالفيلم ولكن لم نذكر اسمهم.

العمل يسرد قصة زوجين لديهما 3 أولاد يعيشون وسط الحرب، وتكتشف الأم حملها بالشهر الرابع ويبحث الزوجان عن طريقة لإجهاض الطفل، فهو فيلم جريء جدًا، من إخراج عمرو جمال الذي حصد عنه 7 جوائز.

والفيلم سيقدم في عرضه الأول بالعالم العربي بمهرجان قرطاج السينمائي، ثم سيعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

حصول الفيلم على جائزة أمنيستي لحقوق الانسان
بعد "ستموت في العشرين"، و" كباتن الزعتري"، ثم "المرهقون"، هل تطمح لتقديم مشروعات تعبر عن ثقافة الدول العربية؟

أنا أتحمس في البداية للمخرجين المواهب، فقد تحمست لموهبة المخرج عمرو جمال، فرغم أهميته لم يحصل على فرصته الحقيقية، ونفس الأمر حاليًا حيث أجري التواصل مع مخرج كويتي موهوب، وكذلك مع مخرج آخر من سلطنة عمان، والموضوع ليس مرتبطًا بقدرة الدولة ماديًا أم لا ولكن إعطاء فرصة للمواهب.

ولماذا اتجهت للإنتاج بعد فيلم "ستموت في العشرين" رغم أهميتك كمخرج مؤثر؟

خلال عملي كمخرج في فيلم "ستموت في العشرين"، كنت أعمل على فيلم "وداعا جوليا" كمنتج، وكنت أشعر بضرورة دعم السينما السودانية، فتعاونت مع المخرج محمد كردفاني في هذا الفيلم المهم الذي استغرق وقتًا طويلًا، وأنا فخور أنني كما ذهبت إلى مهرجان فينسيا السينمائي كمخرج، ذهبت أيضًا لمهرجان " كان" السينمائي كمنتج، ولا أريد التركيز فقط في الإنتاج حتى لا أنسى أنني مخرج، وسأوازن الفترة المقبلة بين عملي كمنتج ومخرج، وسأركز في مشروعاتي المقبلة على الإخراج أكثر من الإنتاج.

حصول فيلم " المرهقون" على جائزة الجمهور بمهرجان برلين
وماذا عن مشروعاتك الجديدة التي ستقدمها كمخرج؟

سأخوض تجربة الدراما القصيرة على المنصات الرقمية من خلال مسلسل مصري، وأعمل حاليًا مع نجمة مصرية على المسلسل، كما أحضر لفيلمين سودانيين مع منتجين مصريين، والفيلمان ينتميان إلى نوعية الأفلام الروائية الطويلة.

ولماذا تحمست لخوض أولى تجاربك الدرامية بعمل مصري؟

أنا متابع جيد جدًا للدراما التلفزيونية المصرية وتربيت عليها، كما أتابع كل أنواع الدراما بكل البلدان سواء التونسية أو العراقية أو الخليجية وغيرها.

وتحمست لتجربتي الأولى في الدراما المصرية لأنني مرتبط بمصر وأعيش فيها، وقضيت بها جزء من حياتي، كما أن جزءًا من أصولي مصرية، وعندما كنت في الإمارات تربيت على الدراما المصرية، وبحكم معيشي في مصر فأنا قادر على التعبير عنها.

وعلاقتي بمصر قوية وممتدة، بالإضافة إلى أن جزءًا كبيرًا من إنتاج فيلم "وداعًا جوليا" مصري، وهناك تعاون دائم مع صنّاع مصريين، ومصر خيار مهم بالنسبة للسودان في التعاون السينمائي، كما أن وسائل الإعلام المصرية مؤثرة في السودان، وأتمنى تقديم فيلم مصري وأبحث حاليا عن سيناريو جيد وجار التواصل مع صناع مصريين لتقديم عمل مناسب.

وماذا عن خطة عرض فيلم "وداعًا جوليا" جماهيريًا بالسينما؟

الفيلم سيطرح يوم 25 أكتوبر في دور العرض المصرية بـ 10 صالات عرض، وسيطرح في 150 صالة في فرنسا يوم 8 نوفمبر المقبل، بخلاف طرحه في الخليج وأمريكا وجار توزيعه في لندن وغيرها، وبحكم الظروف في السودان تم الاتجاه للمنافذ العالمية بالمهرجانات الدولية، فالمشاركة فيها يعطي سمعة عالمية وبناء على هذه السمعة تستغل الصالات التجارية بالعالم لعرض الفيلم، فوجود الفيلم في مهرجان كان السينمائي يكون لديه فرصة في الطرح في فرنسا وسويسرا وأمريكا وغيرها، فهناك مفهوم خاطئ لدى البعض أن الهدف من الدخول في المهرجانات هو الوقوف على السجادة الحمراء والحصول على جائزة.

وماذا عن مشاركة الفيلم في المهرجانات المقبلة؟

العرض الأول في الوطن العربي لفيلم " وداعا جوليا" سيكون في مهرجان "الجونة" السينمائي، وبسبب الحرب في الخرطوم لم نتمكن من عرضه هناك، بجانب عرضه جماهيريا في دور العرض المصرية لأن السوق المصرية هي الخيار الأول بالنسبة لنا، لأن المصريين محبين للسودان أو السودانيين الذين يعيشون في مصر يرغبون في مشاهدة أعمال عنهم.

البعض يرى أن جمهور المهرجانات يختلف عن جمهور السينما التجارية، فما رأيك في ذلك؟

لا، هذا خطأ شائع، ففي فيلم "وداعًا جوليا" لا يمكن أن نطلق عليه أنه لجمهور المهرجانات فقط، ولكن يمكن مشاهدته من كل جمهور السينما لأنه يحتوي على أغانٍ وقصة وتشويق وهو مختلف عن أفلام المهرجانات.

وماذا عن توقعاتك للفيلم بعد طرحه في السينما المصرية؟

الفيلم سيكون أول فيلم سينمائي سوداني يطرح في السينما المصرية، وفي 10 صالات عرض، وإذا وجه لي هذا السؤال منذ فترة ربما كنت لا أستطع توقع شيء ولكن بعد السمعة الطيبة التي اكتسبها الفيلم وحديث الكثيرين عنه، فأنا متفائل جدًا وأتوقع أن يشاهده كثير من المصريين والعرب والأجانب والسودانيين الذين يعيشون في مصر، فمثلا فيلم "ستموت في العشرين" عندما طرح في سينما زاوية استمر عرضه لمدة 7 شهور ونصف في حين أن أقصى مدة لأي فيلم شهر ونصف.

رغم التحديات التي تواجه السينما السودانية ولكنها استطاعت أن تصل للعالمية، فكيف ترى ذلك؟

أحيانًا أفاجأ من الاحتفاء الكبير بالسينما السودانية في المحافل الدولية وأحيانًا أخرى أقول إننا نستحق ذلك، والسينما السودانية مظلومة لعدم وجود دور عرض بها لمشاهدة الجمهور الأفلام، ولذلك كان الاتجاه طرح صناع السينما السودانية أفلامهم بالمهرجانات الدولية، باعتبارها الخيار البديل لعدم وجود سينما ودور عرض في السودان، ولذلك عندما قامت السينما السودانية استهدفت دور العرض في العالم كله.

تعتمد الأفلام السودانية على المنح والتمويل من الخارج، فهل يقف عنصر التمويل تحديًا أمامكم؟

نعم كان يمثل تحديًا كبيرًا عندما قدمت الفيلم الروائي الأول "ستموت في العشرين" كان أول فيلم سوداني ينتج وينافس في المهرجانات بعد 20 عامًا من طرح آخر فيلم، وأوجه الشكر لكل من تحمس له وآمن به، بينما في فيلم "وداعًا جوليا" كنت منتجه ولم نعان من مسألة التمويل لأنني كنت قد اكتسبت ثقة في اسمي من قبل المنتجين وفي السينما السودانية باعتبارها الحصان الأسود الذي فاجأ الجميع، بينما عانيت من طرح الجانب السياسي من قصة العمل التي ربما لم تكن مفهومة لدى الغرب، وتعجبهم من حديث الفيلم عن العنصرية من السود للسود وفي بلد بحجم السودان وتعرضه للتقسيم، وأن صناع الفيلم شباب عربي سوداني، فكان هذا هو التحدي بالنسبة لنا، لأن الفيلم لم يتحيز لطرف على حساب الآخر وكان يدين كل الأطراف.

كما أن المشاركة الأوربية في تمويل الفيلم "وداعًا جوليا" لم تتعد 20%، بينما جزء كبير من التمويل مصري بنسبة 25%.

هل واجهت فرض اشتراطات معينة من الممول الأجنبي على أفلامك؟

لا، لأنني أختار المنتجين والممولين جيدًا قبل دخول العمل، وهناك اشتراطات منطقية نحاول الوصول فيها لصيغة تفاهمية مثل صرف نصف التمويل بالبلد المانحة للدعم سواء على عمل الألوان أو الموسيقى أو الاستعانة بمصورين وغيرها.

ما رأيك في خطوة اتجاه فرنسا لتقديم مشروع لحفظ التراث السوداني؟

ليس لدي معلومات كافية عنه، ولكن هناك أمر آخر جيد وهو أن اليونسكو قررت ترميم دور عرض قديمة في مدينة عدن باليمن لعرض الفيلم فيها، ومشاهدتهم لفيلم "المرهقون" كانت سبب اتخاذ هذه الخطوة لأنه صور في مدينة عدن التي بٌنيت على فوهة بركان، كما أن المخرج عمرو جمال كان مشغولا بتوثيق المدينة قبل أن تختفي معالمها.