تباينت ردود الفعل الإسرائيلية تجاه تسلم زعيم اليمين المتطرف إيتمار بن جفير وزارة الأمن الداخلي، واستراتيجية بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل المُكلف، في الموازنة بين أعضاء حزب "الليكود" الذي ينتمي إليه، وشركائه في الائتلاف الذي يرأسه، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وتعليقًا على تسلم بن جفير حقيبة الأمن العام، حذَّر بيني جانتس، وزير الجيش الإسرائيلي، من الاتجاه الذي تسير فيه الحكومة المقبلة، في إطار أن الاتفاق الذي وقَّعه كل من حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، و"عوتسما يهوديت" بقيادة بن جفير، إذ سيخلق خللًا أمنيًا خطيرًا، حسبما ذكر موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي.
فوضى أمنية
وجاء تحذير جانتس من تفكيك الحكومة المقبلة بعد توقيع "الليكود" و"عوتسما يهوديت" اتفاقية مفادها أن يحصل الأخير على وزارة الأمن العام، وتطوير الضواحي والنقب والجليل والتراث، ورئيس مجلس صندوق إسرائيل بالتناوب.
وفي السياق ذاته، عارض جانتس نقل حرس الحدود في منطقة الضفة الغربية، لتكون ضمن صلاحيات وزارة الأمن التي سيترأسها إيتمار بن جفير، قائلًا: "عندما لا تكون قوة حرس الحدود متاحةً تحت إمرة قائد القيادة الوسطى للجيش، ستحدث فوضى أمنية"، مؤكدًا أن فكرة إنشاء جيش خاص لبن جفير في الضفة الغربية المحتلة "سيؤدي حتمًا إلى فشل أمني خطير".
فوضى سياسية
ومن جهته، علَّق ألون شوستر، وزير الأمن الإسرائيلي، على إمكانية تعيين بن جفير وزيرًا للأمن الداخلي، قائلًا: "إن تعيين بن جفير وزيرًا بصلاحيات من شأنها خلق فوضى سياسية، هو عمل غير مسؤول، وخطر على الأمن القومي"، مؤكدًا أن سيطرة بن جفير على قوات حرس الحدود، يُشكل خطرًا فادحًا.
ورغم اتضاح ملامح حكومة إسرائيل المُقبلة، لا تزال حالة الجمود السياسي التي تشهدها تل أبيب منذ سنوات تعتري المشهد، ويغذيه تمرد كبار مسؤولي "الليكود" من تنازل زعيمهم عن أغلب المناصب المهمة لحلفائه المتشددين، واستياء الإدارة الأمريكية التي لا تزال تضغط على نتنياهو بشأن صعود بن جفير وسموتريتش على رأس حكومة إسرائيل الجديدة.
وجدير بالذكر أن بن جفير، زعيم حزب "عوتسما يهوديت"، وبتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، لهما تاريخ حافل من العداء ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وهما معروفان بخطابهما التحريضي ومواقفهما المتشددة التي لطالما أجّجت الصراع في الضفة الغربية المحتلة على مدى سنوات.