تأثر الاقتصاد العالمي، سلبًا إثر هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، التي تصاعدت حدتها منذ بدء عملية طوفان الأقصى، التي جاءت بعد انتهاكات عديدة ارتكبها الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين، وأدت هجمات العدوان إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من ثلاثة بالمئة. كذلك، انخفاض معظم أسواق الأسهم الأوروبية الأمر الذي تسبب في خلق حالة من الارتباك بين المستثمرين.
تراجع أسهم أوروبا
وشهدت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، انتعاشًا محدودً، وذلك بعد تراجع مخيف وقع أمس الاثنين. وهبط مؤشر قطاع الطاقة في أوروبا 0.6% مع ارتفاع جميع المؤشرات الفرعية الرئيسية الأخرى. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحدًا بالمئة خلال التداولات، بعدما تراجع 0.3 بالمئة الاثنين.
وشهد أمس الاثنين، هبوط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.2 بالمئة بحلول الساعة 07:10 بتوقيت جرينتش، وسجلت أسهم قطاعي الكيماويات والسفر والترفيه أكبر الخسائر. وقفز مؤشر قطاع الطاقة 2.2 بالمئة مع ارتفاع أسعار النفط ثلاثة بالمئة لتسجل أكثر من 85 دولارًا للبرميل، مما أبقى السوق الأوسع تحت ضغط، بسبب المخاوف من ارتفاع التضخم، وفقًا لـ"رويترز".
وتراوحت مكاسب أسهم شركات الصناعات الدفاعية الأوروبية مثل شركة ساب السويدية وليوناردو الإيطالية وراينميتال الألمانية بين 4.7 و7.2 بالمئة على خلفية احتمالات باستمرار الصراع العسكري لفترة طويلة. وهبطت أسهم شركات الطيران، بما في ذلك آي.إيه.جي مالكة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) وإير فرانس كيه.إل.إم ولوفتهانزا، بين 2.7 و4.8 بالمئة؛ بسبب المخاوف من ارتفاع تكاليف الوقود.
وأدى هذا الارتباك، إلى عزوف المستثمرين على مستوى العالم عن المخاطرة وسط الاشتباكات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي فاقمت من حالة الغموض السياسي في الشرق الأوسط، وأثارت العديد من التخوفات.
ارتفاع أسعار النفط
وارتفعت عقود النفط القياسية برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 5% في تعاملات آسيوية أمس الاثنين، قبل أن تتراجع إلى حد ما. وأثارت الأزمة المتفاقمة صدمة في أسواق الأسهم العالمية، على الرّغم من أن شركات الطاقة تلقت دعمًا من ارتفاع أسعار النفط التي أدّت إلى ارتفاع أرباحها وإيراداتها.
وفي سعيهم لتفادي المخاطر، لجأ المستثمرون إلى الدولار الذي ارتفع مقابل الجنيه الإسترليني واليورو، إضافة إلى الين والفرنك السويسري والذهب أيضًا الذي يُعدّ ملاذًا رئيسيًا في ظلّ الاضطرابات الجيوسياسية المُتزايدة.
وقالت رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون سوزانا ستريتر، إن "الصراع القائم أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث يقيّم المستثمرون احتمال أن يؤدي إلى تعطيل الإمدادات في الشرق الأوسط، إذا شاركت دول أخرى". مُضيفًا أنه "مع تحذير الحكومة الإسرائيلية من حرب طويلة وصعبة، هناك مخاوف من أن الضربات المتواصلة على غزة قد تؤدي إلى إدخال إيران في الصراع، ويكون لها تأثير على تدفق الطاقة في المنطقة". وفقًا لوكالة "فرانس برس".
الضربة الأكبر لبورصة إسرائيل
وتسبب الصراع القائم بين الطرفين في هبوط مؤشر البورصة الإسرائيلية في اليوم التالي لبدء عملية طوفان الأقصى بأكبر وتيرة في أكثر من ثلاث سنوات، فيما تراجع الشيكل إلى أدنى مستوياته منذ فبراير من عام 2016، قبل أن يتدخل المركزي الإسرائيلي لبيع 30 مليار دولار من العملات الأجنبية وتوفير سيولة بنحو 15 مليار دولار أخرى لحماية العملة المحلية.
ولا تزال إسرائيل تشن هجماتها، إذ تواصلت الغارات الإسرائيلية على القطاع، خلال الليلة الماضية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، إذ تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في ضربات مُتفرقة.