في أقل من شهرين ضرب زلزالٌ مدمرٌ ثانٍ أفغانستان، أمس السبت، بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر، أعقبته سلسلة هزّات ارتدادية قوية، تسببت في ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 2000 وفاة، وفاقم مأساة ولاية هرات الفقيرة التي تضم 1.9 مليون شخص وتعاني من جفاف مستمر منذ سنوات عديدة.
وتسبب زلزال أفغانستان المُدمر في تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد في الأساس، والتي ازدادت سوءًا بعد وقف المساعدات الأجنبية على نطاق واسع منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، وبينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ، حذّرت منظمة الصحة العالمية من توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
أكثر من 2000 قتيل
أكدت بيانات حكومية أفغانية، صباح اليوم الأحد، أن حصيلة ضحايا الزلزال والهزات الأرضية التي شهدتها مناطق عدة في البلاد، بلغت 2053 حالة وفاة، فيما أُصيب 9240 آخرون، ودُمّر 1329 منزلًا.
وأعلن بلال كريمي، الناطق باسم الحكومة أن حصيلة القتلى ارتفعت جراء الزلزال الذي أعقبته عدة هزّات ارتدادية في منطقة نائية بغرب البلاد، وأضاف: "للأسف، حصيلة الضحايا مرتفعة جدًا إذ بلغت أكثر من ألف شخص وما زلنا بانتظار معرفة الأعداد النهائية"، وفقًا لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وأعقب الزلزال ثماني هزّات ارتدادية قوية مناطق يصعب الوصول إليها تقع على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب عاصمة الولاية هرات، ما أدى إلى انهيار منازل ريفية والتي هرع سكانها للنزول إلى الشوارع. وفي مدينة هرات، فرّ السكان من منازلهم ومدارسهم فيما تم إخلاء المستشفيات والمكاتب عندما ضرب الزلزال الأول.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلازل التي وقعت أمس السبت، كان مركزها على بعد 35 كيلومترًا شمال غربي مدينة هرات، وبلغت قوة أحدها 6.3 درجة، أعقبه هزّات ارتدادية بقوة 5,5 و4,7 و6,2 درجات على مقياس ريختر.
تدمير 6 قرى
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان، أن أكثر من 600 منزل دُمّرت أو تضررت جزئيا في أنحاء 12 قرية على الأقل في ولاية هرات، مع تأثّر نحو 4200 شخص. بينما أفاد متحدث باسم وزارة الإعلام والثقافة في الحكومة المؤقتة لطالبان، عبد الواحد ريان، أن نحو 6 قرى دمرت بالكامل، وقتل نحو ألفي شخص.
وفرّ الكثير من السكان من المباني في المدينة حوالي الساعة 11:00 صباحًا (6:30 بتوقيت جرينتش) مع بدء الهزّات الارتدادية التي استمرّت أكثر من ساعة. وافترش المواطنون الشوارع بعد الزلزال المُدمر الذي تسبب في حالة من الذعر، خشية من وقوع هزات ارتدادية فيستيقظون ليجدون أنفسهم تحت الأنقاض.
الثاني في شهرين
وتتعرّض أفغانستان بشكل متكرّر للزلازل، خصوصًا في سلسلة جبال هندو كوش، الموجودة في أفغانستان وشمال غرب باكستان. وفي أغسطس الماضي، ضرب زلزال بقوة 5.2 درجات على مقياس ريختر، منطقة هندوكوش. وأفاد المركز الوطني لرصد الزلازل التابع لإدارة الأرصاد الجوية الباكستانية، في بيان له، آنذاك بأن مركز الزلزال كان على عمق 184 كيلومترًا تحت سطح الأرض.
وفي مارس الماضي، قُتل 13 شخصًا في أفغانستان وباكستان بسبب زلزال بقوة 6,5 درجة وقع بالقرب من غورم في شمال شرق أفغانستان.
وفي يونيو العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرّد عشرات الآلاف بعدما ضرب زلزال بقوة 5,9 درجة إقليم باكتيكا، ليتسبب في الحصيلة الأكبر لضحايا الزلازل في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن.