الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التدخين في بريطانيا بين العبء المالي وخطة سوناك الصعبة

  • مشاركة :
post-title
ريشي سوناك

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

يقدر العبء المالي للتدخين في بريطانيا بنحو 17 مليار جنيه إسترليني سنويًا، إذ تتكبد هيئة الخدمات الصحية الوطنية وحدها تكاليف قدرها 2.4 مليار جنيه إسترليني سنويًا بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، وفقًا لصحيفة "هيرفورد تايمز" البريطانية. 

76 ألف وفاة سنويًا

يعد التدخين مساهمًا كبيرًا في حالات السرطان والوفيات في المملكة المتحدة، إذ يمثل حالة واحدة من كل خمس حالات سرطان، وأكثر من حالة وفاة واحدة من كل أربع حالات وفاة مرتبطة بالسرطان سنويًا، وتؤدي هذه العادة إلى وفاة نحو 76 ألف شخص في المملكة المتحدة كل عام، ويعاني العديد من الأفراد من حالات صحية مرتبطة بالتدخين.  

الأثر السلبي للتدخين 

وبحسب منظمة "Action on Smoking and Health"، أصبح التأثير السلبي على الدخل وفرص العمل بسبب التدخين واضحًا، إذ تم تسجيل خسارة 6.6 مليار جنيه إسترليني بسبب البطالة المرتبطة بالتدخين، إضافة إلى 6.1 مليار أخرى مرتبطة بالأرباح المفقودة المرتبطة بالتدخين. 

وبحسب التحليل المنشور، في مايو الماضي، يفقد المدخنون جزءا كبيرًا من دخلهم بسبب التبغ، بما يقدر بـ14.3 مليار جنيه إسترليني في إنجلترا كل عام، أو 2451 جنيهًا إسترلينيًا لكل مدخن. 

وتشير المنظمة إلى أن عدد المدخنين في إنجلترا وحدها يبلغ 5.8 مليون شخص، والتكلفة الإجمالية 17.3 مليار جنيه إسترليني، والرعاية الصحية 1.9 مليار جنيه إسترليني. 

إحصائيات التدخين بالمملكة المتحدة 

في 2022 كان 12.9% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، أو نحو 6.4 مليون شخص يدخنون السجائر، وهي أدنى نسبة من المدخنين الحاليين منذ بدء التسجيل عام 2011، بحسب المسح السكاني السنوي في المملكة المتحدة. 

ويدخن 14.6% من الرجال في المملكة المتحدة، مقارنة بـ11.2% من النساء، وهو اختلاف ثابت منذ عام 2011. 

وكانت أعلى نسبة تدخين بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 34 عامًا، وهي أعلى من نسبة المدخنين الحاليين في المملكة المتحدة، أما النسبة الأعلى فسجلت لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق بـ8.3% عام 2022. 

 في ضوء ما سبق، دعا ريشي سوناك رئيس الوزراء إلى زيادة سنوية في السن القانوني لشراء التبغ، بهدف إثناء الشباب عن التدخين، وتشمل هذه الخطط تنفيذ قانون جديد يحظر بيع التبغ لأولئك الذين ولدوا في أو بعد 1 يناير 2009، مما قد يؤدي إلى تقليل عدد المدخنين بمقدار 1.7 مليون بحلول عام 2075، وفقًا لبيان رئاسة الوزراء في بريطانيا.

 وعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد من التدخين، إلا أن ما يقرب من 6.4 مليون شخص في المملكة المتحدة لا يزالون مدخنين في عام 2022، وفقًا لما أفاد به مكتب الإحصاءات الوطنية.

وأثارت خطة رئيس الوزراء البريطاني، التي من شأنها أن تجعل بريطانيا أول دولة في أوروبا تحظر مبيعات السجائر للشباب، الجدل داخل الأوساط السياسية في المملكة، وهي الخطة التي اعترف "سوناك" نفسه أن تطبيقها لن يكون سهلًا. 

انتقادات جونسون

وأبرز المعارضين لخطة "سوناك"، هو رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون الذي خرج لينتقد تلك الخطة علنًا، ووصفها بأنها "سخيفة"، وغير قابلة للتطبيق، وقال جونسون إن مقترح "سوناك" من شأنه أن يجرم مجموعة أخرى من السلوك العادي، دون التفكير في العواقب، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وواصل جونسون انتقاداته، قائلًا إن الشرطة عليها أن تركز على التنفيذ القانوني لحظر التدخين على مستوى البلاد بعيدا عن الأولويات الأخرى كالجرائم والعنف الجنسي وعصابات المخدرات في المقاطعات، مضيفًا: "نحن أمام مقترح لتجريم سلوكيات عادية دون التفكير في العواقب التي قد يتحملها أولئك الذين يتعين عليهم إنجاحها". 

آلية التطبيق 

وتساءل جونسون عن آلية التطبيق، قائلًا: "كيف يخطط سوناك لإنشاء جيل خالٍ من التدخين؟ هل سيتعين على المتاجر أن تطلب بطاقة هوية العملاء في منتصف العمر، لإثبات أنهم ولدوا قبل الأول من يناير 2009؟ وكيف سنتحقق مِن أن من هم أكبر من هذا العمر لن يشتروا السجائر لمن هم أصغر منهم". 

وتابع: "المتاجر تعاني بالفعل من وباء السرقة والشرطة عاجزة أمامه، كيف سيتعاملون مع حظر التدخين على أساس العمر، كيف سيكون عليهم القبض على مدخنة تبلغ من العمر 20 عامًا مع ترك أختها البالغة من العمر 21 عامًا وشأنها؟"

رد سوناك

ودافع سوناك عن خطته، وقال إن التخلص التدريجي من بيع السجائر في إنجلترا سيكون أكبر تدخل في مجال الصحة العامة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مستوى آمن للتدخين عندما سُئل عن تقييد حق الناس في الاختيار، بحسب " بي بي سي". 

وأكد "سوناك"، في كلمته الرئيسية في مؤتمر حزب المحافظين، إنه يؤمن بأنه هذه هي الخطوة الصحيحة، لمعالجة السبب الرئيسي لاعتلال الصحة الذي يمكن الوقاية منه. 

وأضاف أن تدخين السجائر لا يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، وأن التدخين هو بلا شك أكبر سبب يمكن الوقاية منه للوفاة والعجز والمرض، معترفًا بأن الأمر "لن يكون سهلًا على الإطلاق". 

ويطمح سوناك أن تكون بريطانيا خالية من التدخين بحلول عام 2030، والذي يعني أن أقل من 5% من السكان يدخنون.