أسفر صاروخ روسي، سقط على مقهى ومتجر في قرية هروزا شمال شرقي أوكرانيا، أمس الخميس، عن مصرع 51 على الأقل أثناء تجمعهم في مراسم عزاء، لتتجدد الاتهامات لروسيا بأنها تستهدف المدنيين، وهو ما تنفيه موسكو مرارًا، رغم وجود عدة حوادث تشير إلى العكس.
الغارة الروسية التي وقعت الخميس، قوبلت باستنكار غربي واسع، ووصفته مسؤولة في الأمم المتحدة بأنه مروع، بحسب "فرانس برس".
اللقطات المنشورة من قبل الشرطة الأوكرانية، أظهرت حجم الدمار، ونقل المسعفين للعديد من الجثث، كما نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورة لامرأة مفجوعة بجانب جثة شخص قتل في الغارة.
وبحسب ويزر الداخلية الأوكراني إيجور كليمينكو، سقط الصاروخ بينما كانت تقام مراسم تأبين قروي متوفي، مشيرًا إلى أن طفلا يبلغ 6 سنوات من بين الضحايا.
وأوضح وزير الداخلية الأوكراني أن سكان القرية الصغيرة والذين يبلغ عددهم 330 شخصا كانوا يقيمون مراسم تأبين في المقهى الذي تعرض للهجوم، ووصف الواقعة بـ"المأساة المروعة".
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجوم، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إن الهجمات على المدنيين محظورة من قبل القانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقف فورًا.
أيضا أدانت منسقة أوكرانيا، في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بالضربة، وقالت إنها شعرت بالفزع ووصفت الواقعة بأنها "جريمة حرب".
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعليقًا على الحادث: "نحن الآن نتحدث مع زعماء أوروبيين، بالتحديد حول تعزيز دفاعنا الجوي وحول تعزيز جنودنا وحول توفير حماية لبلادنا من الإرهاب".
ماذا قال الكرملين؟
تعليقًا على الحادث، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أن روسيا لا تضرب مواقع مدنية في أوكرانيا، وإنما تستهدف البنية التحتية العسكرية وأماكن تجمع الجنود والقيادات العسكرية.
هجمات روسية على المدنيين
في يوليو الماضي، قالت الأمم المتحدة، إنها تأكدت من مقتل أكثر من 9 آلاف مدني بينهم أكثر من 500 طفل، منذ بدء العملية العسكرية الروسية، مشيرة إلى أن الرقم الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر بكثير من العدد الذي تم رصده.
روسيا واتهام بالتزوير
فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا، في وقت سابق، بتزوير مقتل مدنيين في عدد من المدن، لإلقاء اللوم على موسكو.
وقال متحدث وزارة الدفاع الروسية، إن أوكرانيا سجلت فيديو مزيف يظهر مدنيين مزيفين وادعت مقتلهم على يد القوات الروسية، وذلك تعليقًا على الحادث الذي وقع بقرية بوتشا قرب كييف، إذ قالت أوكرانيا إن 300 شخص قتلوا هناك إبان سيطرة مقاتلين شيشانيين موالين لروسيا عليها قبل انسحابهم منها.
وقال إيجور كوناشينكوف، إن القوات الأوكرانية، تقتل المدنيين وتزعم أنهم قتلوا على يد الجيش الروسي، ليتم توزيع تلك الوقائع على الغرب ووسائل الإعلام الغربية.
مذكرة توقيف بحق بوتين
في 17 مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوى مسؤوليته عن جرائم حرب، وتركز ادعاء المحكمة على عملية ترحيل غير قانونية لأطفال من أوكرانيا إلى روسيا.
وعلق الكرملين على المذكرة قائلًا إنه لا يعترف بسلطة الجنائية الدولية، وقال بيسكوف إن قرار المحكمة يعتبر "باطلًا ولاغيًا" فيما يخصّ روسيا.