مع قرب دخول الحرب الروسية في أوكرانيا عامها الثاني، تتباعد فرص الحلول والسلام وتتقدم أكثر سيناريوهات التصعيد، خاصة مع استعداد الطرفين لجولة جديدة من القتال في فصل الربيع، في ظل ضغط أوكرانيا لدفع هجومها المضاد، فيما تخطط روسيا لزيادة إنفاقها الدفاعي.
استعداد للحرب
أظهرت معلومات استخباراتية بريطانية أن موسكو تخطط لزيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة 30%، ما يشير إلى أن روسيا تستعد لاستمرار الحرب في أوكرانيا لسنوات، وسط آمال في تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، بحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي.
وتخطط موسكو لزيادة إنفاقها الدفاعي بما يصل لنحو 30% من إجمالي الإنفاق العام في عام 2024، حسبما تشير وثائق مسربة على ما يبدو من قِبل وزارة المالية الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الميزانية المقترحة البالغة 10.8 تريليون روبل تمثل زيادة بنسبة 68% عن عام 2023، وسيبلغ إجماليها نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مضيفة أن هذه الخطوة من المرجح أن تكون على حساب الاقتصاد الأوسع.
زيادة الإنفاق الدفاعي
وتعكس هذه الخطوة التعليقات الأخيرة التي صرّح بها سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، الذي قال إن هناك خطة لزيادة إمدادات الأسلحة الحديثة للجيش بحلول عام 2025.
وقال "شويجو" لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء: "نواصل بناء القوة القتالية للقوات المسلحة، بما في ذلك من خلال إمدادات الأسلحة الحديثة وتحسين تدريب القوات مع الأخذ في الاعتبار تجربة العملية العسكرية الخاصة" .
بدورها، قالت نينا خروتشيفا، أستاذة الشؤون الدولية لـ"بي بي سي"، اليوم الثلاثاء: إن بوتين "لن يستسلم، ولن يتردد، ولن يرمش، ولن يقدم تنازلات".
وأضافت حفيدة الزعيم السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف، أن الرئيس الروسي ينتظر على أمل أن يتراجع الدعم الغربي لأوكرانيا.
مساعدات وأسلحة حيوية
كانت الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين يدعمون أوكرانيا طوال الصراع من خلال إرسال المساعدات والأسلحة الحيوية.
ومع ذلك، فإن عددًا من السياسيين في الولايات المتحدة، وخاصة في الحزب الجمهوري، انتقدوا بشكل متزايد حجم الإنفاق على أوكرانيا.
وكانت هناك مخاوف متزايدة بين الحلفاء الأوروبيين من أنه إذا فاز مرشح جمهوري، مثل المرشح الأوفر حظًا الحالي دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية في عام 2024، فإن المساعدات المقدمة لأوكرانيا ستتعرض لتراجع كبير.
وقال "ترامب" مرارًا وتكرارًا إنه إذا تم انتخابه فسوف ينهي الحرب في غضون 24 ساعة دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك، ولم يكن واضحًا أيضًا بشأن مدى دعمه لأوكرانيا.
عودة محتملة لترامب
وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق لدى روسيا في عهد الرئيس باراك أوباما، في أغسطس الماضي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرجح أن ينتظر وقته إلى ما بعد الانتخابات.
وتابع: "من الواضح أن بوتين ينتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024"، مشيرًا إلى أنه يأمل في فوز ترامب لفتح باب المفاوضات.
وقد يعلن الرئيس الروسي، الشهر المقبل، عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024، ما من شأنه أن يمهّد الطريق أمامه للبقاء في السلطة حتى 2030 على الأقل، حسبما ذكرت صحيفة "كوميرسانت"، اليوم الثلاثاء.