بلدغات وبثور وحكة شديدة وطفح جلدي كبير.. غزت حشرة البق شوارع مدينة باريس الفرنسية، التي شوهدت بشكل مكثف في المواصلات العامة، لتكمل مأساة مدينة النور التي تعاني من الفئران المنتشرة في جميع أنحائها، وأصبحت رؤيتها حول الأشخاص جزءا من الروتين اليومية.
غزو حشرة البق
تعرضت العاصمة الفرنسية باريس لغزو من حشرات بق الفراش الماصة للدماء، التي تم رصدها في محطات المترو وفي مطار شارل ديجول. وقام مسافرون غاضبون من الحشرة، بنشر مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
تحرك السلطات
وبعد غزو الحشرة، قال وزير النقل، كليمنت بون، إنه سيجتمع مع ممثلين عن شركات النقل العام الأسبوع المقبل لإبلاغهم بالإجراءات المضادة وكيفية بذل المزيد من الجهد لحماية المسافرين"، وكتب على موقع "إكس"، أمس الجمعة، إن الهدف هو الطمأنينة والحماية.
بينما حث مجلس مدينة باريس، يوم الخميس الماضي، حكومة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على المساعدة في مكافحة تفشي المرض، بما في ذلك إنشاء فرقة عمل مخصصة، أكدت السلطات الفرنسية أن مستويات النظافة لا علاقة لها بظهور الحشرات، التي يمكن أن يصل طولها إلى نحو 7 ملليمترات.
من جانبها، أوصت وكالة الصحة الوطنية الفرنسية الأشخاص بفحص أسرّتهم في الفنادق عند السفر، وتوخي الحذر بشأن جلب الأثاث المستعمل أو المراتب المستعملة إلى منازلهم. ويُعتقد أن عُشر الأسر الفرنسية عانت من مشكلة بق الفراش خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يتطلب عادة عملية لمكافحة الآفات تكلف عدة مئات من الدولارات، التي غالبًا ما تحتاج إلى تكرار.
انتشار الفئران
ويأتي ظهور البق، لتكتمل مأساة باريس، التي تعد المدينة الرابعة عالميًا في عدد الفئران، التي تقدر بنحو 6 ملايين فأر مقابل نحو 2.1 مليون إنسان يعيشون في المدينة السياحية الشهيرة.
وفي يونيو الماضي، قرّرت عمدة باريس آن هيدالجو، تشكيل لجنة للنظر في كيفية التعايش بين مليوني ساكن في باريس وستة ملايين فأر، حسبما قال أحد نوابها خلال اجتماع لمجلس المدينة.
وأضافت آن سوريس، نائبة عمدة باريس للصحة العامة، أن اللجنة ستكلف بإيجاد حل يكون فعّالاً قدر الإمكان للمشكلة غير المحتملة التي يعاني منها الباريسيون، ومنذ قرون طويلة تعاني مدينة النور من غزو الفئران، وتحاول التخلص منها دون جدوى.
وتعتبر خطة "التعايش" لحكومة المدينة بمثابة تحول واضح في استراتيجية 2017 لمكافحة الفئران، التي بلغت قيمتها 1.7 مليون يورو (1.8 مليون دولار) ونصّت على تركيب صناديق قمامة محكمة الإغلاق في جميع أنحاء باريس والاستخدام المكثف لسم الفئران الذي باء بالفشل.
يًذكر أن بق الفراش اختفى إلى حد كبير من الحياة اليومية بحلول خمسينيات القرن الماضي، لكنه عاود الظهور من جديد في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك في الغالب إلى الكثافة السكانية العالية وزيادة النقل الجماعي، وفقًا لوكالة "فرانس برس".