تستمر جهود الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق مُعدَّل بشأن الهجرة واللجوء، والذي يهدف إلى تخفيف الضغط على الدول التي تعاني من تدفق المهاجرين إليها بشكل كبير من خلال نقل بعض الوافدين إلى دول أخرى من أعضاء الاتحاد.
قمة في مالطا بشأن الهجرة
ودعت دول البحر الأبيض المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعها أمس الجمعة في مالطا، إلى استجابة موحدة لأزمة الهجرة، فيما صعّدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، الموقف من خلال التلويح بتحفظات جديدة عن دور المنظمات غير الحكومية.
واجتمع قادة الدول المتوسطية التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبينهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية أمس الجمعة في مالطا لإجراء محادثات بشأن الهجرة.
وقالت "ميلوني" إنه "في غياب حلول بنيوية، ستشمل هذه المشكلة الجميع"، منتقدة "قصر نظر" من يعتقدون بقدرتهم على مواجهة هذا التحدي في شكل منفرد.
البيان الختامي
وجاء في البيان الختامي لقمة "ميد9": "نكرر الحاجة إلى تعزيز كبير لجهود الاتحاد الأوروبي، مع بلدان انطلاق المهاجرين وعبورهم".
ومن جهته، لخّص رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، هذه الرغبة قائلًا إنه "يجب معالجة القضية من جذورها" من خلال "شراكات قوية وشاملة مع جميع شركائنا في جنوب البحر الأبيض المتوسط".
وتسبب ارتفاع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في وقت سابق هذا الشهر إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق.
وشاركت في القمة كرواتيا وقبرص وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وسلوفينيا.
مقبرة المهاجرين
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" خلال مؤتمر صحفي في روما، أمس الجمعة، أن "البحر المتوسط بات مقبرة للأطفال"، وأن عدد المهاجرين الذين قضوا أو فقدوا خلال عبورهم هذا البحر في صيف 2023 قد ازداد ثلاث مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.
وسُجل غرق "ما لا يقل عن 990 شخصًا بينهم أطفال" في المنطقة الوسطى من البحر المتوسط بين يونيو وأغسطس 2023 "أي أكثر بثلاث مرات" مما كان عليه العدد في الفترة نفسها من 2022 عندما "قضى ما لا يقل عن 334 شخصًا".
ومنذ يناير 2023 توفي ما لا يقل عن 289 طفلًا خلال عمليات عبور البحر، بحسب ما أفاد منسق اليونيسيف في إيطاليا، نيكولو ديل أرسيبريتي.
وأوضحت اليونيسيف في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن 11600 "قاصر غير مصحوبين" حاولوا التوجه إلى إيطاليا بين يناير سبتمبر 2023 في مراكب صغيرة، أي بزيادة بنسبة 60% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حين بلغ عددهم 7200.
وقالت رجينيا دي دومينيسيس، منسقة هذه المسألة لدى اليونيسيف، إن "البحر المتوسط بات مقبرة للأطفال.. الحصيلة المأسوية للأطفال الذين يموتون خلال سعيهم للحصول على الأمن والملجأ في أوروبا، أتت نتيجة الخيارات السياسية ونظام هجرة فاشل".
بجانب لامبيدوزا.. ألمانيا أبرز المتضررين
وعند الحدود الألمانية البولندية، يعج مركز استقبال آيزنهوتنشتات بالمهاجرين الذين يصل منهم نحو 100 شخص يوميًا، وفق تصريحات مديره الذي يتوقع ارتفاع العدد إلى 120.
ويشكل المركز أولى وجهات اللاجئين الذين أجبر تدفقهم حكومة المستشار أولاف شولتس على اتخاذ تدابير للحد من دخوله.
ويمكن أن يستقبل المكان الذي كان ثكنة تابعة لألمانيا الشرقية الشيوعية، 1550 شخصًا في مبانٍ خرسانية، بعدما تم تحويله إلى مركز استقبال.
وأكد أولاف جانسن، الذي يتولى إدارة المركز منذ خمس سنوات أن الوضع حاليًا يشبه ما كان عليه الحال في صيف العام 2015، عندما فتحت، أنجيلا ميركل، أبواب بلادها على مصاريعها أمام أكثر من مليون لاجئ بينهم عدد كبير من السوريين.