عادت مجموعة فاجنر إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، لكن هذه المرة تحت راية وزارة الدفاع الروسية، وبقيادة المقاتل الشرس أندريه تروشيف، الذي عيّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مسؤولاً عن وحدات المقاتلين المتطوعين في أوكرانيا.
طلب الرئيس الروسي من "تروشيف" -المساعد السابق لقائد فاجنر الراحل يفجيني بريجوجين- تدريب متطوعين للقتال في أوكرانيا، وقاله له إنه سينخرط في تدريب وحدات من المتطوعين قادرة على شن مهمات قتالية مختلفة في منطقة العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، بحسب بيان الكرملين.
تروشيف أصبح رسميًا، بديلًا لـ"بريجوجين"، الذي لقي مصرعه في تحطم طائرة نهاية أغسطس، بعدما قاد تمردًا لفترة وجيزة على القيادة العسكرية.
وبدأت قوات فاجنر بالفعل في الانتشار بساحة المعركة، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، التي قالت إن مئات من مقاتلي المجموعة بدأوا الانتشار في أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية، في صورة مجموعات صغيرة للقتال إلى جانب وحدات موالية لروسيا.
من هو أندريه تروشيف؟
يُرمز لــ"تروشيف" باسم "سيدوي"، وهي كلمة روسية تعني "ذا الشعر الرمادي"، وهو عقيد روسي متقاعد، وعضو مؤسس في مجموعة فاجنر، بحسب وثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي.
كان تروشيف، رئيس أركان عمليات مجموعة فاجنر في الشرق الأوسط، وهو من مواليد لينينجراد، في أبريل 1953.
وشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة فاجنر، وكان من بين شركائه مؤسس المجموعة ديميتري أوتكين، بحسب عقوبات المملكة المتحدة، في يونيو 2022.
وبحسب "سي إن إن"، كان "تروشيف" ضابطًا سابقًا في المخابرات العسكرية الروسية، وهو أيضًا موظف سابق في وحدة الرد السريع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الروسية، وهو من قدامي المحاربين في الشيشان وأفغانستان.
حصل تروشيف، على وسام النجمة الحمراء، نظير خدمته في أفغانستان، وهو وسام الاتحاد السوفيتي للخدمة الاستثنائية، كما حصل على وسام الشجاعة وميدالية الاستحقاق للوطن من الدرجة الثانية، لخدمته في الشيشان.
التحق تروشيف بعد الثانوية، بمدرسة لينيجراد العليا لقيادة المدفعية، وبعد التخرج شغل مناصب قيادية مختلفة في وحدات المدفعية.
وخدم "ذو الشعر الرمادي"، في وحدات منطقة لينينجراد العسكرية، وبعد خروجه إلى من الاحتياط تولى مناصب في وزارة الداخلية، وعمل في وحدتي "ОМОN وSОBRالتابعتين للمديرية الرئيسية لوزارة الشؤون الداخلية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية، وتولى كذلك قيادة وحدة سانت بطرسبرج SOBRلفترة من الوقت.
وكان تروشيف من بين المدعوين، لحفل استقبال في الكرملين عام 2016، حسبما ظهر في صورة يُعتقد أنها من الحفل، نُشرت في وسائل الإعلام الروسية في عام 2017 وتُظهر بوتين جنبًا إلى جنب مع تروشيف وأوتكين، وهما يرتديان عدة ميداليات.
وفرضت أوكرانيا عقوبات على تروشيف في 26 فبراير 2023.
سر اختياره؟
اختيار بوتين لـ"تروشيف" يأتي لرغبته في الاحتفاظ بخدمات مجموعة فاجنر، كقوة مقاتلة، ولكن تحت سيطرة قائد يدين له بالولاء، خاصة وأن المجموعة حققت انتصارات في أوكرانيا، ولعل أبرزها معركة باخموت التي وصفت بأنها الأكثر دموية.
وتقول تاتيانا ستانوفايا، وهي باحثة غير مقيمة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن بوتين يريد الاحتفاظ بجوهر مجموعة فاجنر، ولكن تحت قيادة أكثر ولاء بشكل واضح ويمكن السيطرة عليها، وتكون أكثر استجابه لمصالحه، وهو ما تحقق بالفعل بقبول تروشيف العمل تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية.