الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فورين بوليسي: عالمنا ليس متعدد الأقطاب.. المنافسة بين أمريكا والصين فقط

  • مشاركة :
post-title
عالم متعدد الأقطاب - تعبيرية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

خلال السنوات الماضية، شاع الحديث حول اقتراب العالم من دخول عصر تعدد الأقطاب، وجرى تقديم حجة التعددية القطبية من قبل العديد من القادة السياسيين والمفكرين، لكن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ترى أنها فكرة خاطئة، ولها آثار كبيرة على السياسة العالمية، وذلك في تحليل بعنوان "العالم ليس متعدد الأقطاب".

أسطورة التعددية القطبية

وترى المجلة أنه لتحقيق مفهوم التعددية القطبية، التي يتم الترويج لها وتقوم على وجود ثلاث قوى عظمى أو أكثر في النظام الدولي، كي يصبح العالم متعدد الأقطاب حقًا، أنه يجب أن يكون هناك دول متعددة تتمتع بالقوة الاقتصادية والعسكرية، والنفوذ العالمي. وقياسًا على ذلك، فإن النظام العالمي الحالي لا يرقى إلى مستوى التعددية القطبية، إذ لا يوجد سوى دولتين تنطبق عليهما هذه المعايير، هما الولايات المتحدة والصين.

تقييم القوى العظمى

تناولت المجلة القدرات العسكرية والاقتصادية للقوى العظمى المحتملة، ورغم أن الهند تعتبر في كثير من الأحيان قوة صاعدة، فإن ميزانيتها العسكرية أصغر كثيرًا من ميزانية الصين، كما أن نفوذها العالمي محدود، وعلى نحو مماثل فإن دولًا أخرى مثل اليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، على الرغم من أهميتها الاقتصادية، غير قادرة على مجاراة القوة الاقتصادية المشتركة للولايات المتحدة والصين.

الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي، رغم حجمه الاقتصادي وقوته الجماعية، لا يعتبر قطبًا ثالثًا في النظام الدولي، ويفتقر الاتحاد الأوروبي إلى دفاع موحد وأمن وسياسة خارجية وكثيرًا ما تظهر انقسامات بين دوله الأعضاء، كما تفضل القوى العالمية الكبرى التعامل مع الدول الأوروبية بشكل فردي بدلًا من التعامل مباشرة مع الاتحاد.

روسيا

الأراضي الشاسعة والموارد الوفيرة والترسانة النووية، تجعل من روسيا قوة عظمى محتملة، ومع ذلك، فإن اقتصادها أصغر من اقتصاد إيطاليا، وميزانيتها العسكرية تمثل جزءًا صغيرًا من ميزانية الصين، وفي حين يمكن لروسيا أن تلعب دورًا داعمًا، إلا أنها غير مؤهلة لأن تكون قطبًا ثالثًا.

القوى الجنوبية والوسطى العالمية

كثيرًا ما يُستشهد بصعود القوى المتوسطة مثل الهند والبرازيل وتركيا وجنوب إفريقيا ودول أخرى، كدليل على التعددية القطبية، ومع ذلك، فإن هذه الدول تفتقر إلى القوة الشاملة لتحدي هيمنة الولايات المتحدة والصين.

لماذا تظل التعددية القطبية شائعة؟

قالت المجلة إن سبب بقاء مفهوم التعددية القطبية شائعًا على الرغم من الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك، تقف عدة أسباب خلفه منها:

المفهوم المعياري

يرى العديد من أنصار التعددية القطبية أنها مفهوم معياري يمثل التحول بعيدًا عن الهيمنة الغربية وتوزيعًا أكثر عدالة للسلطة.

تجنب التنافس الثنائي القطب

يفضل البعض فكرة التعددية القطبية لتجنب الاعتراف بالتنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين، والذي قد يؤدي إلى حرب باردة جديدة.

لعبة بعض القوى

تعمل القوى الكبرى مثل الصين وروسيا على تعزيز التعددية القطبية للحد من نفوذ الولايات المتحدة وجذب دول الجنوب العالمية إلى قضيتها.

أهمية القطبية

أكدت المجلة أن عدد القوى العظمى في النظام العالمي له آثار مهمة على صنع السياسات واستراتيجيات الأعمال، إذ تتطلب الأنظمة المختلفة، أحادية القطب، وثنائية القطب، ومتعددة الأقطاب، درجات متفاوتة من الاستقرار وتتطلب استراتيجيات متميزة، ومن الممكن أن تؤدي المفاهيم الخاطئة حول القطبية إلى سياسات مضللة وأخطاء مكلفة.

انتهت المجلة الأمريكية إلى أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بالتعددية القطبية، فإن العالم لا يزال يعيش في نظام ثنائي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة والصين، وأن الدعوة إلى التعددية القطبية، من الممكن أن ترسل إشارات مضللة إلى الجهات الفاعلة الدولية.

وبدلًا من التركيز على عالم مثالي متعدد الأقطاب، اقترحت المجلة البحث عن حلول ومنصات أفضل للحوار داخل النظام الثنائي القطب القائم، ورغم أن التعددية القطبية ربما تكون احتمالًا مستقبليًا، إلا إنها ليست الحقيقة الحالية، وينبغي للتخطيط الاستراتيجي أن يعكس هذه الحقيقة.