قبل ثلاثة أشهر شنّت أوكرانيا هجومها المضاد، في محاولة لاختراق دفاعات روسيا المعقدة، في ظل الحرب الدائرة رحاها قبل 577 يومًا، بينما تنظر روسيا لبداية الشهر المقبل لكسر هجوم كييف المضاد.
وفيما تصد روسيا الهجوم الأوكراني من خلال منظومتها الدفاعية القوية، فإن شهر أكتوبر المقبل سيكون حاسمًا لموسكو، التي تهدف إلى إنهاء هجوم أوكرانيا المضاد، مع بداية فصل الشتاء.
تحاول روسيا إظهار نجاحها في الحرب في أوكرانيا قبل حلول فصل الشتاء، كما يقول ماركوس ريزنر، العقيد في القوات المسلحة النمساوية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وأصدر فلاديمير بوتين تعليماته لوزير دفاعه سيرجي شويجو بوقف الهجوم الأوكراني بحلول بداية أكتوبر، وفقًا لتقرير صادر عن قناة Telegram التابعة للكرملين.
ويوضح "ريزنر" أن الجيش الروسي يعمل على تحقيق ذلك منذ فترة طويلة، لافتًا إلى أن خطوط الدفاع الروسية مصممة بطريقة تجعل المهاجمين الأوكرانيين يرهقون أنفسهم من خط إلى آخر، وبينما لا يزال الأوكرانيون مشغولين ببناء موقع دفاعي، يتم إنشاء خطوط دفاع جديدة وحقول ألغام خلفهم.
يقول "ريزنر" إن موسم الأمطار الذي على وشك البدء يمثل أيضًا مشكلة بالنسبة للهجوم الأوكراني، إذ ستنخفض كثافة الهجوم تلقائيًا، ولهذا السبب تحاول أوكرانيا تحقيق النجاح على مستوى آخر، وتضغط لاستلام صواريخ "ATACMS" من الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن.
وتتمتع هذه الأنظمة الصاروخية بمدى طويل يمكّنها من ضرب المواقع الروسية وخطوط الإمداد خلف الجبهة، إلا أنه من غير الواضح ما هي عدد الرؤوس الحربية التي سيسلمها الأمريكيون، ويعتقد "ريزنر" أنه حتى عدد 60 إلى 100 قطعة لن يؤدي إلى قدرة الأوكرانيين على محاصرة الروس بشكل كبير.
يقول "ريزنر": "يصل مدى الصواريخ أرض-أرض إلى 300 كيلومتر، ومن شأن هذا أن يمنح أوكرانيا مساحة كافية للتنفس للاستعداد للهجوم المقبل في الربيع وبداية الشتاء".
ونظرًا للإمكانيات الجديدة، سيتعين على موسكو بعد ذلك نقل قاعدتها ونقاطها اللوجستية بعيدًا عن الجبهة، بالإضافة إلى ذلك، فإن التسليم الموعود يزيد الضغط على الحكومة الفيدرالية الألمانية، التي استبعدت سابقًا تسليم صواريخ كروز.