طلب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، زيارة واشنطن ومن ثم زيارة قسم مصالح إيران القنصلية، بعد حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ولكن رفضت أمريكا الطلب، على خلفية احتجاز إيران غير المشروع للمواطنين الأمريكيين ورعايتها للإرهاب –كما يرى الأمريكيون- عقب الثورة الإسلامية. في حين سمحت إيران في الأسبوع نفسه بخروج خمسة مواطنين أمريكيين في صفقة تبادل سجناء. ومن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن صفقة تبادل السجناء قد تؤدي إلى حركة دبلوماسية أوسع.
خلفية التوترات
قطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الدبلوماسية بعد اقتحام الثوريين الإسلاميين للسفارة الأمريكية في طهران، وأخذ الدبلوماسيين رهائن لمدة 444 يومًا عقب الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بالشاه الموالي للغرب. وتسمح الولايات المتحدة بموجب اتفاق، كدولة مضيفة للأمم المتحدة، بدخول ممثلي جميع الدول الأعضاء ولكنها تقيد حركة المسؤولين من بعض الدول التي تعتبرها معادية داخل مدينة نيويورك. وفي عام 2019، أفادت مجلة "نيويوركر" بأن ترامب حاول أيضًا دون جدوى دعوة وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظریف، إلى البیت الأبیض.
الطلب والرفض
طلب أمیر عبداللهیان زیارة واشنطن يوم السبت، بعد حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما رفضته واشنطن بشكل قاطع، حيث قال المُتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر اليوم، إن "طلب عبداللهيان تم رفضه من قبل وزارة الخارجية". مضيفًا: "إن لدينا التزامًا بالسماح للمسؤولين الإيرانيين وغيرهم من مسؤولي حكومات أجنبية بالسفر إلى نيويورك لأغراض الأمم المتحدة، ولكن ليس لدينا التزام بالسماح لهم بالسفر إلى واشنطن". وأشار إلى أنه "لاحتجاز إيران غير المشروع للمواطنين الأمريكيين، ورعاية إيران للإرهاب، لم نكن نعتقد أنه مناسب أو ضروري في هذه الحالة منحهم هذا الطلب".
تأثيرات
سمحت إيران في وقت سابق من هذا الشهر بخروج خمسة مواطنين أمريكيين في صفقة تبادل سجناء، تولى فيها الجانب الأمريكي تحويل 6 ملیارات دولار من الأموال الإیرانیة المجمدة في كوریا الجنوبیة إلى حساب في قطر. ولعب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دورًا ثانويًا في التكهنات بأن صفقة تبادل السجناء قد تؤدي إلى حركة دبلوماسية أوسع، مثل استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي المتنازع عليه لإيران. وأفاد موقع "أمواج ميديا" المحلي الإيراني، "أولًا عن رغبة أمير عبداللهيان في زيارة واشنطن، فيما كان سيصبح الأول من نوعه لوزير خارجية إيراني في 14 عامًا". ونقل الموقع عن مصادر مجهولة قوله، إن وزير الخارجية قال، إنه يريد مراجعة شخصية لعملية القنصلية، ولكن هدفه قد يكون أيضًا "توليد عناوين إخبارية إيجابية".