يبدو أن الوضع الذي وصلت إليه إسرائيل في الفترة الأخيرة، يتسبب في قلق كبير لدى منظومتها الأمنية التي تُعاني من اضطرابات على جبهات عدة، وانعكس ذلك في حديث العديد من الخبراء، ومن بينهم أوري بار جوزيف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، الذي قال إن "إسرائيل أكثر عُرضة للخطر الآن مما كانت عليه قبل 50 عامًا"، وذلك في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973.
مواجهة كبرى
وفي تصريحات نقلتها صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، قال جوزيف وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، إن الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل عام 1973 لا تقارن بالمواجهة الكبرى المقبلة مع إسرائيل حال حدوث انتفاضة، مشيرًا إلى التهديدات متعددة الجبهات التي تحيط بإسرائيل من جميع الجوانب، في وقت ينشغل الإسرائيليون فيه بالصراع فيما بينهم.
وقال جوزيف إن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، تواجه حاليًا خطر الحرب الذي قد يكون التحدي الأكبر والأغلى لإسرائيل منذ قيامها عام 48، لافتًا إلى أن تل أبيب يحيطها خصوم بحوزتهم ترسانة ضخمة من الصواريخ الموجهة.
ويرى أن الحل يكمن في الدبلوماسية، مُضيفًا أن حكومته يتعين عليها نزع فتيل مواجهة محتملة مع الفلسطينيين واتخاذ خطوات نحو حل الدولتين والبدء أيضًا في التحدث مع الإيرانيين.
الاحتراب بين الإسرائيليين
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، تحت عنوان "ما الذي نحتاجه كي ننقذ إسرائيل من نفسها؟"، قال رأوبين ريفلين، الرئيس الإسرائيلي السابق، إن إسرائيل 2023 تبدو كدولة في حالة اضطراب وفوضى تدار يومًا بعد يوم وفق معايير وحسابات شخصية وضيقة، بدلًا من العمل وفق مصالحها العليا.
وأوضح "ريفلين" أن حالة الاحتراب بين فئات الإسرائيليين أشد خطرًا على إسرائيل من أي تهديد آخر، لافتًا إلى السجال الدائر منذ مطلع العام الجاري بين المتدينين والعلمانيين، بين الشرقيين والغربيين، بين من يريد إدارة أو تسوية الصراع مع الفلسطينيين ومن يريد حسمه عنوة.
انقسام غير مسبوق
وفي "يوم الغفران"، الذي يُعد أقدس أعياد اليهود والذي يفترض أن يتصافح اليهود فيما بينهم، ويعتذر الواحد للآخر، ويطلبون المغفرة عن ذنوبهم وأخطائهم بحسب الرواية اليهودية، شهدت تل أبيب مواجهات ساخنة بين متديّنين وعلمانيين، على خلفية رغبة إقامة مجموعة متدينين صلوات في الشارع العام، وسط فصل بين الرجال والنساء، ما لم يرق للعلمانيين الذين يرون بذلك أمرًا مخجلًا.
ويخشى العلمانيون في تل أبيب من وصول الزحف الديني للمدينة إلى مستوى يصعب السيطرة عليه، خصوصًا في ظل وجود حكومة يسيطر عليها أحزاب ذات خلفية دينية وقومة متطرفة.
وتشهد تل أبيب منذ مطلع العام الجاري احتجاجات لم يسبق لها مثيل؛ احتجاجًا على مخططات الحكومة اليمينية التي جاءت في نوفمبر الماضي، والتي بدأت ولايتها بحزمة من القوانين التي عمقت الشرخ الإسرائيلي وعلى رأسها "التعديلات القضائية" و"قانون التجنيد".