حصد البنك المركزي المصري جائزتين دوليتين لمساهماته الفعّالة في تعزيز الشمول المالي ودعم التمكين الاقتصادي للمواطنين والشركات، إذ فاز البنك بجائزتي الشمول المالي للشباب والقيادة الفنية في المنطقة العربية، من بين خمس جوائز يقدمها التحالف الدولي للشمول المالي سنويًا، كما تم تكريمه لوصوله للتصفية النهائية فيما يتعلق بتحقيق التزامات الشمول المالي "تعهدات مايا".
جاء ذلك خلال مشاركة وفد من البنك المركزي المصري في فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عشر للتحالف الدولي للشمول المالي، في الفلبين، سبتمبر الجاري، الذي يضم في عضويته أكثر من 86 مؤسسة مالية وبنوك مركزية وجهات رقابية من 82 دولة.
ويأتي حصول البنك المركزي المصري على جوائز عالمية من التحالف الدولي للشمول المالي -للعام الرابع على التوالي- نتيجة للدعم الكبير من مختلف مؤسسات الدولة المعنية بالشمول المالي، بالإضافة إلى التعاون المثمر مع كل الجهات والمؤسسات على المستويين الدولي والمحلي، الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق هذه النتائج المميزة، بما يعكس حجم المجهود الذي يتم بذله لتعزيز رؤية مصر 2030، خاصة فيما يتعلق بتيسير إتاحة الخدمات المالية والمصرفية لجميع فئات المجتمع والتوسع في تحقيق نسب الشمول المالي المستهدفة.
والجائزة الأولى التي حصل عليها البنك المركزي المصري، هي الشمول المالي للشباب، وتم منحها للبنك بناء على ما حققه من إنجازات فيما يخص الشمول المالي لفئة الشباب، التي تمثل ما يزيد على 50% من المستهدفين للشمول المالي في مصر، إذ دعم البنك العديد من المشروعات والمبادرات التي تستهدف الشباب، بجانب إصدار التعليمات الرقابية الداعمة للشمول المالي للشباب، مثل فتح الحسابات من سن 16 عامًا، وتعليمات التعرف على هوية العملاء المبسطة، وإمكان فتح حساب النشاط الاقتصادي لمزاولة الأعمال التجارية دون سجل تجاري أو بطاقة ضريبية، بالإضافة إلى إطلاق المنتجات المالية الإلكترونية وحملات التثقيف المالي بالمدارس والجامعات، وأيضًا الخدمات والدعم لرواد الأعمال وتقديم الخدمات غير المالية.
وفاز البنك المركزي المصري بجائزة القيادة الفنية على مستوى المنطقة العربية، نتيجة مشاركة خالد بسيوني، مدير عام الشمول المالي بالبنك، خبراته الفنية المختلفة، خلال الفعاليات المختلفة للتحالف "مؤتمرات وورش عمل وتدريبات بمشاركة الدول الأعضاء"، بجانب جهوده في إصدار دراسات متعددة لموضوعات فنية متخصصة في الشمول المالي، مثل الشمول المالي للمرأة والشباب ولساكني المناطق الريفية وغيرهم، وكذلك مشاركته الفعّالة في مجموعات العمل الفنية مثل مجموعة عمل استراتيجيات الشمول المالي وتبادل الخبرات بين الأقران.
وبالإضافة إلى الجائزتين، كُرم البنك المركزي المصري لوصوله للتصفية النهائية بين خمس دول مرشحة لجائزة الوفاء بتحقيق التزامات الشمول المالي "تعهدات مايا"، التي تُمنح لأعضاء التحالف في مجال الشمول المالي المستدام ومحاربة الفقر، من خلال تعهدات أدبية تحددها الدول الأعضاء بشكل سنوي وتقوم بتحديث إنجازاتها تجاه تحقيق تلك التعهدات بشكل دوري حتى تمام التنفيذ، وتتضمن تلك التعهدات تقليص الفجوة بين الإناث والذكور في الحصول على الخدمات المالية الرسمية، وزيادة نسبة الشمول المالي للشباب، والعمل علي التثقيف المالي، وغيرها، وسميت الجائزة بهذا الاسم نسبة إلى مدينة مايا بالمكسيك، التي شهدت إطلاق هذه المبادرة.
تأسس التحالف الدولي للشمول المالي عام 2008، وانضم له البنك المركزي المصري في 2013، إذ يستهدف التحالف تطوير الأدوات المستخدمة لتطبيق الشمول المالي وتبادل الخبرات الفنية والعملية بين الدول ومساعدتها في صياغة السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات الإصلاحية وتطبيقها.