أبدى الجيش البريطاني استعداده ليحل محل شرطة العاصمة، إذا لزم الأمر، بعدما قرر عدد من ضباط شرطة لندن التخلي عن حمل أسلحتهم، إثر توجيه اتهام بالقتل إلى ضابط أطلق النار على شاب من ذوي البشرة السمراء، وأرداه قتيلا قبل عام.
ورفض أكثر من 300 ضابط في شرطة العاصمة حمل السلاح، ما أجبر شرطة "سكوتلاند يارد" على تقديم طلب رسمي إلى وزارة الدفاع البريطانية، للمساعدة في أعمال الشرطة لمكافحة الإرهاب.
وجاء قرار شرطة العاصمة بطلب المساعدة من وزارة الدفاع، بعد أن رفض بعض الضباط المسلحين في أجزاء أخرى من البلاد المساعدة، تضامنًا مع زملائهم في لندن.
وقال مُتحدث باسم شرطة العاصمة: إن "هذا حل طارئ لن يستخدم إلا في ظروف خاصة، ولا يكون الرد الشرطي المناسب لحفظ الأمن متاحًا".
وأضاف المتحدث، في بيان: "وافقت وزارة الدفاع على طلب تزويد شرطة العاصمة بالدعم في مجال مكافحة الإرهاب إذا لزم الأمر".
وتابع: "لن يتم استخدام أفراد القوات المسلحة في مهام الشرطة الروتينية، سنبقي الحاجة إلى الدعم قيد المراجعة المستمرة".
ولفتت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إلى أنه قد يُطلب من القوات الخاصة التدخل لتغطية ضباط الشرطة المسلحة المتخصصين في مكافحة الإرهاب، الذين هم من بين أولئك الذين يرفضون حاليًا حمل الأسلحة.
وجاء تمرد ضباط شرطة لندن، بعد أن مثل ضابط شرطة أمام القضاء، بتهمة قتل كريس كابا، 23 عامًا، شاب من ذوي البشرة السمراء، خلال عملية للشرطة في جنوب لندن، سبتمبر العام الماضي.
وأثار قرار النيابة العامة بتوجيه الاتهام إلى ضابط الشرطة، رد فعل عنيفًا، إذ قال العديد من الضباط المسلحين المتخصصين، إنهم لم يعودوا على استعداد للمخاطرة، بأن ينتهي بهم الأمر في المحكمة بسبب أداء عملهم.
وغالبية عناصر شرطة لندن البالغ عددهم 34 ألفًا غير مسلحين، وقال متحدث باسم شرطة "سكوتلاند يارد": إن "كثيرين من هؤلاء يشعرون بالقلق" بشأن العواقب المحتملة لهذه الملاحقات القضائية.
وأضاف "أنهم قلقون" من أن "تمثل تغييرًا في طريقة الحكم على القرارات التي يتخذونها في أصعب الظروف".
وتابع المتحدث باسم شرطة لندن، أن "عددًا محددًا من العناصر" قرروا التخلي عن تفويضهم بحمل السلاح "بينما يدرسون أوضاعهم"، موضحًا أن هذا "العدد ارتفع خلال الساعات الـ48 الأخيرة".
وأصدر السير مارك رولي، مفوض شرطة العاصمة، أمس الأحد، رسالة مفتوحة تدعو إلى إصلاح الطريقة التي يعامل بها النظام القضائي ضباط الشرطة، وتوفير حماية قانونية أفضل لأولئك الذين يستخدمون القوة في أثناء الخدمة.
وجاءت تعليقاته بعد ساعات فقط من تقديم سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية، "دعمها الكامل لعناصر الشرطة المسلحة الذين يخاطرون بحياتهم لضمان أمننا".
وقالت: إن عناصر الشرطة الذين "يتعين عليهم اتخاذ قرارات في أجزاء من الثانية تحت ضغط استثنائي" يجب ألا "يخشوا أن يجدوا أنفسهم في قفص الاتهام بسبب تأدية واجبهم".
وأمام حجم التحرك، استُدعي عناصر مسلحون من مراكز الشرطة المجاورة لتسيير دوريات في لندن، مساء أول أمس السبت، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه".
وقال متحدث إن شرطة لندن، لديها "عددًا كبيرًا" من الشرطيين المسلحين المنتشرين في أنحاء العاصمة البريطانية، وفي أماكن مثل البرلمان والمباني الدبلوماسية والمطارات، مضيفًا "أولويتنا هي السلامة العامة".