الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ينذر بأزمة بين واشنطن ونيودلهى.. أمريكا قدمت لكندا معلومات عن مقتل أحد زعماء السيخ

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتوسط رئيسى وزراء الهند وكندا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في كشف جديد يزج بالولايات المتحدة في الأزمة القائمة حاليًا بين الهند وكندا، بعد اتهام أوتاوا لنيودلهى، بتدبير اغتيال أحد زعماء السيخ الإنفصاليين، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه في أعقاب عملية القتل، عرضت وكالات الاستخبارات الأمريكية على نظيرتها الكندية، إطارًا ساعد أوتاوا على استنتاج تورط نيودلهى.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد، إن وكالات استخباراتية أمريكية قدمت معلومات لكندا تتعلق بمقتل أحد زعماء السيخ الإنفصاليين، ما دفعها لاتهام الهند بتدبير مؤامرة الاغتيال، وفقًا لمسؤولين من دول غربية حليفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، إن مسؤولين كنديين توصلوا لما يبدو أنه "الدليل القاطع"، وهو الاتصالات التي تم اعتراضها لدبلوماسيين هنود في كندا تشير إلى تورطهم في المؤامرة.

في حين أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعا الهند إلى التعاون مع كندا في تحقيقاتها، حاول المسؤولون الأمريكيون، إلى حد كبير، تجنب التسبب في أي رد فعل دبلوماسي من الهند.

لكن الكشف عن تورط المخابرات الأمريكية يخاطر بتورط الولايات المتحدة في المعركة الدبلوماسية بين كندا والهند في وقت تحرص فيه واشنطن على تطوير شراكتها مع الهند بشكل أوثق.

كان الرئيس الأمريكى جو بايدن أعلن حقبة جديدة في العلاقات الأمريكية الهندية، بعد استقباله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض، يونيو الماضي، وتوقيع اتفاقات في مجالي الدفاع والتجارة.

في الوقت نفسه، يحرص الرئيس الأمريكي على تعزيز علاقات بلاده الوثيقة مع كندا، وحملت زيارة بايدن إلى أوتاوا في 23 مارس الماضي، في طياتها التأكيد على العلاقات الوثيقة بين البلدين في ظل الدور الحاسم الذي لعبته كندا في التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتوحيد الجهود ضد النفوذ الصيني بعد أزمة منطاد التجسس.

وتعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجارى لكندا؛ إذ تذهب إليها ثلاثة أرباع الصادرات الكندية، فضلًا عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقدر بـ 950 مليار دولار (1.3 تريليون دولار كندي) في عام 2022.

ويوميا، يعبر حوالي 400 ألف شخص أطول حدود دولية في العالم، ويعيش حوالي 800 ألف مواطن كندي في الولايات المتحدة.

ووفق تقرير نيويورك تايمز، قال مسؤولون إن الولايات المتحدة لم تعلم بالمؤامرة، أو بالأدلة التي تشير إلى تورط الهند فيها، إلا بعد أن قتل عملاء الهند زعيم السيخ هارديب سينج نيجار.

وكان رجلان قد أطلقا النار على نيجار، وهو مواطن كندي كان يدافع عن استقلال منطقة ذات أغلبية من السيخ في الهند، ما تسبب في مقتله، في منطقة فانكوفر في 18 يونيو الماضي.

وبعد الواقعة أبلغ المسئولون الأمريكيون نظراءهم الكنديين، أن واشنطن لم يكن لديها أي معلومات مسبقة حول المؤامرة، وأنه لو كان المسؤولون الأمريكيون لديهم معلومات لأبلغوا أوتاوا على الفور بموجب مبدأ "واجب التحذير" الخاص بوكالات الاستخبارات، وفقا لما ذكره مسؤولان من دول غربية حليفة لنيويورك تايمز.

وأدى توجيه الاتهام للهند إلى حدوث خلاف دبلوماسي بين أوتاوا ونيودلهي، مما دفع كل منهما إلى طرد دبلوماسى الطرف الآخر، وعلقت الهند إصدار تأشيرات دخول للكنديين. وتوقفت محادثات التجارة بين البلدين، وألغت كندا بعث تجارية إلى الهند كانت مقررة الخريف القادم.

وكان نيجار ينظم استفتاءً غير رسمي في الهند من أجل إقامة دولة سيخية مستقلة عندما تم إطلاق النار عليه. وأعلنت السلطات الهندية جائزة مالية العام الماضي لمعلومات تقود إلى القبض على نيجار، واتهمته بالتورط في هجوم مزعوم على رجل دين هندوسي في الهند.

واتهمت الهند كندا مرارًا بدعم استقلال السيخ أو حركة "كاليتسان" المحظورة في الهند، لكنها تحظى بدعم في دول أخرى مثل كندا وبريطانيا، والتي يوجد بهما عدد كبير من السيخ.

وفى كندا، يوجد أكثر من 770 ألف سيخي يمثلون نسبة 2% تقريبا من إجمالي عدد السكان.

وفى مارس الماضي، استدعت حكومة مودي المفوض الأعلى الكندي في نيودلهي للشكوى من احتجاجات استقلال السيخ في كندا.