الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لتحقيق مكاسب انتخابية".. بولندا توقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء البولندي

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

يخوض الحزب الحاكم في بولندا معركة سياسية قبل الانتخابات العامة، المقرر إجراؤها الشهر المقبل، وفي مسعى لاسترضاء الناخبين، اضطرت وارسو لقطع مساعداتها العسكرية إلى كييف، ما فتح باب التكهنات حول تخلي بولندا عن جارتها من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.

حماية المزارعين

وبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، جاءت الضربة القاضية لأوكرانيا عبر ماتيوس مورافيتسكي، رئيس الوزراء البولندي، الذي أعلن أمس الأربعاء، اعتزام بلاده وقف شحنات أسلحتها إلى أوكرانيا، بحجة حماية مزارعيها من انخفاض الأسعار.

وتفاقمت الخلافات بين وارسو وكييف بعد قرار بولندا منع استيراد الحبوب الأوكرانية لحماية مصالح مزارعيها، وهو ما رفضته أوكرانيا، واعتزمت رفع شكوى لمنظمة التجارة العالمية، ما أثار غضب وارسو التي استدعت السفير الأوكراني للاحتجاج، ، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

لكن الخلاف تطور بعد تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أمام الجمعية العامة للأممم المتحدة، انتقد فيها الدول التي تظهر التعاطف لأوكرانيا علنًا، في حين تدعم روسيا في الخفاء، وهو ما اعتبرته وارسو إشارة إليها مباشرة إليها.

وفي السياق ذاته، أغلقت بولندا والمجر وسلوفاكيا أسواقها أمام واردات الحبوب الأوكرانية.

علاقات فاترة

ومع ذلك، صرّح بيوتر مولر، المتحدث باسم الحكومة، بأن بولندا أرسلت معظم دباباتها ومقاتلاتها وأسلحتها الأخرى التي تعود إلى الحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا، ولم يتبق لديها الكثير في مخزونها، مؤكدًا أن بلاده ستواصل السماح لشحنات الأسلحة من الحلفاء الآخرين بالمرور عبر أراضيها.

وجاءت تعليقات مورافيتسكي في وقت أصبحت فيه العلاقات بين وارسو وكييف الأكثر فتورًا، منذ اندلاع الحرب، فبراير 2022.

وردت أوكرانيا برفع دعوى قضائية ضدها في منظمة التجارة العالمية، كما هددت بمنع بعض الصادرات الزراعية البولندية إلى أوكرانيا.

حسابات سياسية

وفي بولندا، كان السبب الأساسي وراء هذه الخطوة، حاجة حزب القانون والعدالة إلى تعزيز دعمه بين الناخبين في المناطق الريفية وكذلك إبعاد المؤيدين عن حزب الاتحاد الكونفدرالي اليميني المتطرف، الذي يشكك العديد من مؤيديه في مساعدة أوكرانيا، بحسب صحيفة "بوليتيكو".

وأرسلت الحكومة البولندية دبابات وطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا في وقت كانت فيه العديد من الدول الأخرى ترفض إرسال مثل هذه المعدات إلى كييف، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ووصف جاسيك كوتشارشيك، رئيس معهد الشؤون العامة -مركز أبحاث مقره وارسو- التحول في لهجة الحزب الحاكم بأنه "حيلة انتخابية يائسة".

محاولة تشكيل ائتلاف

وفي استطلاع رأي أجرته صحيفة بوليتيكو، حصل حزب القانون والعدالة على دعم 38% من الناخبين، بينما حصل الائتلاف المدني -حزب المعارضة الرئيسي- على 29%.

في غضون ذلك، لن يحصل حزب القانون والعدالة الحاكم على مقاعد كافية في البرلمان للحكم بمفرده، وبالتالي سيتعين عليه محاولة تشكيل ائتلاف.

وبحسب تقديرات المحللين والسياسيين، ربما يساعد التحول الكامل في موقفها من أوكرانيا في دعم بعض القاعدة الانتخابية لحزب القانون والعدالة، لكن يمكن أن يسبب مشكلات أخرى، فهو يقوض الفوز الرئيسي الذي حققته الحكومة في السياسة الخارجية.

وساعد ملايين البولنديين، اللاجئين الأوكرانيين على الفرار عبر الحدود فور اندلاع الحرب، فيما أرسلت الحكومة البولندية دبابات وطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا في وقت كانت فيه العديد من الدول الأخرى ترفض دعم كييف خوفًا من الانتقام الروسي، حتى إن زيلينسكي وصف بولندا بـ"الشقيقة".

نزاع تجاري متزايد

وتظهر استطلاعات الرأي أنه لا يزال هناك دعم قوي لمساعدة أوكرانيا، إذ يرغب نحو ثلاثة أرباع البولنديين في قبول اللاجئين الأوكران.

وقال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوكراني، إنه شعر أن تصريحات مورافيتسكي المتعلقة بالأسلحة لم تكن مرتبطة بالنزاع التجاري المتزايد.

ويتصاعد الغضب في بولندا منذ الربيع، إذ خرج المزارعون في تظاهرات مناهضة للوضع العام، وسط تزايد الضغوط بشأن الحظر المفروض على الحبوب الأوكرانية.