يتحول قصر فرنسا التاريخي في مدينة فيرساي إلى مسرح لحفل أسطوري كبير، يقيمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الأربعاء، تكريمًا لزيارة الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا إلى بلاده. ويستقطب الحدث نخبة من المشاهير والشخصيات العامة، حيث تم دعوة نحو من 150 إلى 180 ضيفًا لحضور هذا الاستقبال الرفيع المستوى.
وتأتي هذه الزيارة الملكية بعد مرور عام على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وتهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين، كما يأتي الحفل بمثابة تكريم لتشارلز الثالث، الذي اعتلى عرش بريطانيا في وقت سابق من هذا العام.
أهم الحضور على الصعيد الفني
وبحسب ما أشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، فقد تم اختيار قاعة المرايا الشهيرة بقصر فرساي كخلفية لهذا الاحتفال الرفيع، حيث ستقدم الوجبات الفاخرة على مائدة طولها 85 مترًا، ومن بين الضيوف البارزين الذين سيحضرون هذا الحدث الاستثنائي كل من الممثل "هيو جرانت" والمغني "ميك جاجر"، بالإضافة إلى الممثلة الفرنسية البريطانية شارلوت جانسبورج، والتي لم تكن الممثلة "الفرنسية البريطانية" الوحيدة التي تمت دعوتها من قبل الرئاسة الفرنسية، ووفقًا لمصادر صحيفة "لو باريزيان"، الفرنشية، من المتوقع أيضًا حضور النجمة كريستين سكوت توماس إلى الحفل، وكذلك إيما ماكي، الممثلة البالغة من العمر 27 عامًا .
أما على صعيد السياسيين، فقد دعا إيمانويل ماكرون، كل من رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، ورئيس الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه، للانضمام إليه في الاحتفال بتشارلز الثالث. كما سيقدم النواب وأعضاء الحكومة، بما في ذلك إليزابيث بورن رئيسة الوزراء، وجيرالد دارمانين وزير الداخلية، وسيباستيان ليكورنو وزير الجيوش الفرنسي، وريما عبد الملك وزيرة الثقافة، نخبًا على شرف ملك وملكة بريطانيا، وسينضم إليهم زعماء سياسيون سابقون، مثل لوران فابيوس، أو جاك لانج، أو بيير موسكوفيتشي.
شخصيات رياضية
وعلى صعيد الشخصيات الرياضية البارزة، ستشارك لاعبة التنس أميلي موريسمو، الفائزة الكبرى ببطولة ويمبلدون عام 2006، وأرسين فينجرز، مدرب أرسنال لمدة 22 عامًا، في حفل العشاء الرسمي الذي يعد بأن يكون مهيبًا، بالإضافة إلى لاعبي كرة القدم السابقين باتريك فييرا وديدييه دروجبا، وتوني إستانجيت، رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وماري أميلي لو فور، رئيسة اللجنة البارالمبية والرياضية الفرنسية، وكذلك فلوريان جريل، رئيس اللجنة البارالمبية والرياضية الفرنسية.
عروض فنية وموسيقية
ومن المتوقع أن يشهد هذا الحفل الاستثنائي عروضًا فنية وموسيقية متنوعة تناسب الطابع الرسمي للحدث. حيث ستقدم المأكولات الفاخرة على طاولات مزينة بالزهور، فيما سيشكل المشاهير الحاضرون منظرًا لافتًا في هذه المناسبة التاريخية.
تعزيز العلاقات التاريخية
وتأتي هذه الزيارة الملكية لتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، خاصة إثر تحول العرش البريطاني إلى الملك تشارلز الثالث، حيث يرمز هذا الحفل إلى استمرارية العلاقات الودية بين الطرفين عبر التاريخ، وستشهد الأيام المقبلة زيارات أخرى للزوجين الملكيين إلى باريس للقاء الرئيس ماكرون وحضور حفل افتتاح متحف أورساي الجديد.
أزمة اقتصادية حادة
وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية لهذه الزيارة، إلا أنها تأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا أزمة اقتصادية حادة، كما تشهد فرنسا نفسها ارتفاعًا في أسعار الطاقة وتقلصًا في قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وفي ظل هذه الظروف، تثير نفقات مثل هذا الحفل الغذائي الفاخر العديد من الانتقادات.
إلا أن منظمي الحدث يرونه بمثابة فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياحة، حيث ستكون هذه الزيارة بمثابة لقاء تاريخي يجمع نخبة من الشخصيات السياسية والفنية في إطار احتفالي فاخر، ويأمل الجميع أن تفضي هذه الزيارة الملكية إلى تعزيز التعاون بين لندن وباريس في المرحلة المقبلة.