زلزال قوي دمر المجتمعات المحلية في الغرب.. هكذا عكست خريطة ناسا زلزال المغرب الذي وقع في 8 سبتمبر الجاري وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وعلى بُعد نحو 70 كيلومترًا (40 ميلًا) جنوب غرب مراكش، وعلى عمق 26 كيلومترًا (16 ميلًا)، ما أسفر عن وفاة الآلاف فضلًا عن وقوع أضرار واسعة النطاق.
وللكشف عن المناطق المتضررة جزئيًا والأكثر تضررًا، تم الاستعانة بخريطة ناسا التي أنشأها مرصد الأرض في سنغافورة - مختبر الاستشعار عن بُعد EOS-RS- التي استخدمت بيانات القمر الصناعي Copernicus Sentinel-1 المعدلة التي تمت معالجتها بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) مع البرامج التي تم تطويرها في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهي مشتقة من صور الرادار التي تم التقاطها قبل (26 مايو 2023 حتى 30 أغسطس 2023) وبعد (11 سبتمبر 2023) بعد وقوع الزلزال.
وفي حين شهدت المناطق الحضرية في مراكش هزات قوية ومدمرة، حدث الدمار الأشد في مجتمعات صغيرة بالمناطق الريفية والجبلية في جبال الأطلس الكبير. وتعرضت قرية أداسيل، التي تبعد أقل من 10 كيلومترات عن مركز الزلزال، لأضرار واسعة النطاق بعد أن تعرضت لبعض من أقوى الهزات الناجمة عن الزلزال. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن جزءًا كبيرًا من تافجيغت تحول إلى أنقاض، وأن نصف سكان القرية لقوا حتفهم أو باتوا في عداد المفقودين.
ولرسم خريطة للمناظر الطبيعية، بما في ذلك المباني، يرسل رادار Sentinel-1 نبضات من الموجات الدقيقة نحو سطح الأرض و"يستمع" للأصداء المنعكسة لتلك الموجات. وتُظهر المشاهدات التفصيلية للخريطة الأضرار في أداسيل وتافجيغت، وهما بلدتان قريبتان من مركز الزلزال، وتمثل وحدات البكسل الحمراء الداكنة المناطق التي تتعرض لأضرار جسيمة في المباني والمنازل والبنية التحتية أو تغييرات في المناظر الطبيعية. وتشكل المناطق البرتقالية والصفراء تلك التي تعرضت لأضرار متوسطة أو جزئية. ويبلغ عرض كل بكسل نحو 30 مترًا (قريبًا من حجم ملعب البيسبول).
تم التحقق الأولي من خريطة الضرر بعد مقارنتها بالصور البصرية عالية الدقة وتقارير الوسائط، وفقًا لمرصد الأرض في سنغافورة – مختبر الاستشعار عن بُعد. وحذّر المختبر من أنه على الرغم من إمكانية استخدام الخريطة كدليل إرشادي لتحديد المناطق المتضررة، إلا أنها أقل موثوقية في المناطق المغطاة بالنباتات.
وعلى الرغم من ندرة حدوث زلازل كبيرة في غرب المغرب، ضرب زلزال مدمر بقوة 5.9 درجة ساحل المغرب بالقرب من أغادير عام 1960 وتسبب في سقوط ما يصل إلى 15 ألف ضحية.
وتظهر البيانات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، أنه حتى عام 2023، لم يتم تسجيل أي زلازل أخرى بقوة 6 أو أكبر على مسافة 500 كيلومتر من حدث أغادير منذ عام 1900. والزلازل بهذه الشدة أكثر شيوعًا في الجزء الشمالي من المغرب بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، حيث وقع زلزال بقوة 6.4 درجة في فبراير 2004 وقوة 6.3 درجة في يناير 2016، حسبما أشارت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في بيان لها.
تم تفعيل منطقة برنامج الكوارث في علوم الأرض التطبيقية التابعة لناسا لدعم الزلزال الذي ضرب المغرب. ومع توفر معلومات جديدة، سيقوم الفريق بنشر الخرائط والبيانات.