سخّرت القوات المسلحة المصرية إمكانات ضخمة لإنجاح مهمة إغاثة الدولة الليبية التي تعرضت لأضرار جسيمة إثر العاصفة الشديدة (دانيال)، وفق ما ذكره اللواء بحري أركان حرب محفوظ مرزوق مدير الكلية البحرية المصرية السابق، في حواره مع الإعلامي محمد عبد الرحمن على شاشة "القاهرة الإخبارية".
جهد عسكري
وأكد مدير الكلية البحرية السابق، أنه جرى رصد الموقف الحقيقي على الأرض في ليبيا ومخاطبة وزارة الخارجية المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفور صدور القرار تم تحويل "الميسترال المصرية" للإغاثة في ليبيا، مشيرًا إلى أنه وفق توجيه القيادة في مصر والموقف في ليبيا تم اتخاذ القرار.
وأوضح أنَّ تحويل "الميسترال المصرية" من جهد عسكري لإغاثي كان سريعًا جدًا، إذ إنَّ جميع إدارات القوات المسلحة المصرية تعاونت في مهمة إغاثة الدولة الليبية، كما خصصت مصر جسرًا جويًا وبريًا لدعم الليبيين في أزمتهم.
روح المقاتل
روح المقاتل كانت حاضرة لدى الجنود المصريين في جهدهم الإغاثي، واستشهد مدير الكلية البحرية السابق بالفيديو الذي تداولته وسائل الإعلام كشف عن ظهور طيار مصري ينتشل شابًا عالقًا رغم المخاطر التي تعرض لها، ووجوده وسط "تيار مائي شديد"، موضحًا أنَّ الأمم المتحدة حذّرت من وجود ألغام تحت الماء، كما أنَّ بيوت فيها خطوط غاز ومحلات، فالغطس في تلك الظروف يتطلب روحًا قتالية وتدريبًا احترافيًا وروح "أخوة"، فالجنود المصريون لديهم إيمان تام بأنهم في مهمة لإنقاذ أشقائهم بليبيا، وما جرى على أرض ليبيا تطبيق عملي للعروبة ودعم الأشقاء.
وذكر أنَّ جمهورية مصر العربية لم تتأخر يومًا عن مساعدة الأشقاء، ورؤيتها لمخاطر شرق المتوسط كانت سبّاقة وثاقبة وأصبحت القوة المصرية بالمتوسط عامل ردع لكل طامع.
تجهيزات الميسترال المصرية
كشف "مرزوق" أنَّ الميسترال المصرية مركز بحري وجوي، جرى تحريكه في 24 ساعة فقط، وتُعد مركز عمليات شامل للرصد والتعامل مع الموقف، وتشمل مستشفى به أسرّة وأطباء بجميع التخصصات، وتحمل آلاف الأطنان من المساعدات إلى ليبيا.
وأوضح، أنَّ الطرق في درنة الليبية كانت مغلقة وموحلة، وتعوق أي تحركات برية، فكان الحل هو الاتجاه نحو البحر، كما أنَّ الطائرات الهليكوبتر صوّرت ما يحدث، وأرسلت الصور إلى مركز العمليات المشترك الموجود بحاملة الطائرات "الميسترال".
وتابع مدير الكلية البحرية المصرية السابق: "أعمال الصيانة والإصلاح ووقود الطيران متوفرة في الميسترال، كما أن الحاملة تضم 103 حاويات"، مشيرًا إلى أنَّ الميسترال المصرية حملت آلاف الأطنان من المساعدات إلى ليبيا، ما بين مأكولات وأجهزة ومعدات مثل 20 سيارة إسعاف وأجهزة حفر وأجهزة خاصة بالتأمين الكيميائي وأجهزة خاصة بالتأمين الهندسي بأفرعه المختلفة، كما أن الحاملة بها بنك دم وأجهزة أشعة مقطعية.
وكان قد وصل وفد عسكري مصري الثلاثاء الماضي، إلى دولة ليبيا، لتنسيق سبل تقديم أوجه الدعم اللوجيستي والإغاثة الإنسانية العاجلة، بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة، وفقًا لاحتياجاتها لمواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار مع فتح جسر جوي لنقل الدعم اللوجستي، بدأ بإيفاد (3) طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية و25 طاقمًا للإنقاذ مزودة بكل المعدات الفنية اللازمة، إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للشهداء والمصابين.
وأكدت القوات المسلحة المصرية في بيان صادر عن المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب، غريب عبد الحافظ، تسخير كل إمكاناتها للوقوف مع الأشقاء في هذه الظروف الصعبة، كما تقدمت بخالص التعازي في ضحايا الكارثة الإنسانية وتمنت الشفاء العاجل للمصابين، حيث جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وانطلاقًا من دعم وتضامن جمهورية مصر العربية تجاه الشعب الليبي الشقيق في كل المحن والأزمات.