حققت المخرجة اللبنانية صوفي بطرس نجاحًا لافتًا، من خلال أولى تجاربها في عالم الدراما التلفزيونية بمسلسل "الغريب"، الذي يتناول قصة شاب يُدعى "رامي" يقتل صديقه عن طريق الخطأ، ويضطر والده -قاضٍ معروف بنزاهته- الهروب من سوريا رفقة عائلته إلى لبنان، وتبدأ رحلة مُحملة بالمعاناة والصعوبات في أحداث المسلسل الذي لعب بطولته بسام كوسا، آدم الشامي، فرح بسيسو، وآخرون.
وقالت مخرجة مسلسل "الغريب" لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، إن السبب وراء حماسها الشديد للدخول في عالم الدراما التلفزيونية من خلال المسلسل يرجع إلى أنه يمتلك جميع مقومات النجاح: "كان أحد طموحاتي منذ فترة طويلة تقديم عمل درامي عربي، وعندما أتيحت لي الفرصة من خلال الشركة المنتجة، كان العمل وقتها في مرحلة الكتابة، وتحمست لهذه الخطوة خاصة أنني سأخوضها من بدايتها".
وأضافت: "ما يميز هذه التجربة كما ذكرت إنني شاهدت من بدايتها كتابة النص، وبالنسبة لي النص هو أساس أي عمل أتحمس لتقديمه سواء في الدراما التلفزيونية أو السينمائية، فأحببت فكرة تواجدي مع كُتاب المسلسل ومناقشتهم وطرح الأسئلة معهم، للوصول إلى عمل درامي مميز للجمهور، بجانب القصة التي يقدمها العمل، فكانت هناك عوامل النجاح كلها بداية من الشركة المنتجة وصولًا للنص والكتابة والقصة، فكانت تجربة ممتعة للغاية وتحدي بالنسبة لي".
الإحساس
أشارت المخرجة صوفي بطرس إلى أن كواليس العمل والتحضير لها كان مُرهقا للغاية، خاصةً أنها شاركت في كل شيء يخص العمل من خلال الإشراف عليه ومتابعته، حتى يظهر بالشكل المطلوب، إذ تقول: "بدأت التحضير للعمل من قبل التصوير، باختيار شخصيات العمل وكان هدفي أن هذه الشخصيات تظهر بشكل حقيقي وبه حياة واقعية، لذلك اعتمدت على إحساسي في اختيار الممثلين، فحرصت على اختيار وجوه بها إحساس عالٍ تستطيع الظهور أمام الكاميرا دون تجميل أو مكياج، ولديهم شغف في المجال ومستعدين لفهم الشخصية من داخلها قبل خارجها، وبالفعل نجحت في ذلك وفخورة بكل فريق العمل".
وتضيف: "من ناحية مواقع التصوير بدأت أتعايش معها لإظهار صورة مناسبة وواقعية، ثم التدريب مع الممثلين فكانت فترة التحضير مهمة للغاية والممثلين كانوا متعاونين للغاية لتقديم عمل مميز، لذلك سعدت برد فعل الجمهور الإيجابي، وتقديره لجهودنا المبذولة في العمل".
رؤية المخرج
ترى صوفي بطرس أن العمل يحمل رسالة واضحة ومباشرة لكل من يشاهده، قائلة: "الحياة ليست أبيض أو أسود فهي كثير ما تكون رمادية، ومن الممكن أن تنقلب حياة الشخص كما حدث في "الغريب"، فهو في وضع صعب للغاية، لأنه يتخلى عن مبادئه وحياته من أجل حماية عائلته".
وأضافت: "رؤية المخرج هي ما يتم الاعتماد عليها من أجل توصيل الفكرة وتكون نابعة من النص ذاته، ومن الشخصيات لذلك حاولت جاهدة أن أستوحي منها القصة والسيناريو والشخصيات حتى أخلق رؤية تناسبهم وتظهر القصة بأفضل وسيلة".
وحول التحديات التي واجهتها في أول تجربة درامية لها في عالم التلفزيون، قالت: "مسألة الوقت فهو الذي يحدنا بشكل كبير، فنحن نريد إظهار أفضل صورة وفي نفس الوقت نلتزم بوقت محدد، بجانب العمل مع العديد من الممثلين وهذا الأمر يحتاج منك كمخرج فهم عقلية كل شخص، وأيضًا القيادة وقدرتك على خلق روح إيجابية وتحفيزهم على العمل وحبه".
فيلم محبس
لدى المخرجة اللبنانية تجربة واحدة في عالم السينما من خلال فيلم "محبس"، الذي تعده خطوة مهمة في حياتها المهنية، إذ تقول: "هذه التجربة عزيزة على قلبي وأحبها كثيرًا، وهذا العمل محطة مهمة في حياتي وحققت به نجاحًا واستحسانًا عند الجمهور فور عرضه في صالات العرض بالمهرجانات الدولية".
وأضافت: "أُفضل خوض تجارب درامية وسينمائية كثيرة خلال الفترة المقبلة، والأمر بالنسبة لي في الدراما أسهل بالنسبة لي، خاصة في الإنتاج بعد انتشار وتوافر المنصات الإلكترونية".
إخراج الكليبات
لدى اللبنانية صوفي بطرس تجارب كثيرة في عالم إخراج الكليبات، أسهمت في تشكيل وعيها الفني وقدرتها على خلق قصص بها حبكات درامية، إذ تقول: "كان بابًا صغيرًا بالنسبة لي ساعدني في خلق قصص وشخصيات وعوالم تشبه عوالم السينما والدراما، واستفدت بالفعل من هذه التجربة في عالم الإخراج الدرامي بشكلٍ عام".
وأضافت: "أتمنى الفترة المقبلة أن أقدم أعمالًا فنية يتذكرها الجمهور ويتأثر بها، وكذلك قصصًا تمس مشاعره وشخصيات قريبة منه، وأخلق تجارب فنية مميزة يستمتع بها".