الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد "هواوي".. "أبل" في مرمى الصراع التكنولوجي الصيني الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
هواتف أيفون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

وجدت شركة أبل نفسها في وسط الصراع التكنولوجي المستمر بين الصين والولايات المتحدة، وبحسب مجلة إيكونومست البريطانية، تمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من الشركة مع ظهور بعض المستفيدين غير المتوقعين من الشركات الأخرى.

وفي حين أن إطلاق منتجات "أبل" عادة ما يولد دعاية إثارة هائلة، إلا أن الكشف المفاجئ من قبل شركة "هواوي" سرق الأضواء، إذ طرحت شركة "هواوي" هاتف "ميت 60 برو"، أواخر أغسطس، ليصبح أول هاتف ذكي صيني الصنع يدعم شبكات الجيل الخامس، ويشتمل هذا الجهاز على معالجات تنتجها شركة "سميك"، وهي شركة صينية بارزة لتصنيع الرقائق، وهي تقنية سعت الولايات المتحدة إلى منعها من الوصول إلى "هواوي" وغيرها من الشركات الصينية.

حظر أجهزة "آيفون" في الصين

وأضاف التقرير أن الوضع بالنسبة لشركة "أبل" عندما ظهرت أنباء مفادها أن كيانات حكومية صينية مختارة وشركات مملوكة للدولة تفكر في حظر أجهزة آيفون، ورغم أن هذا من شأنه أن يخلف تأثيرًا مباشرًا ضئيلًا على شركة "أبل"، إذ لا يستطيع سوى جزء صغير من موظفي القطاع العام في الصين البالغ عددهم 7 ملايين موظف، شراء أجهزة "آيفون"، فإنه بمثابة إشارة إلى أنه حتى شركة "أبل" بعلاقاتها التاريخية الحميمة مع الصين ليست محصنة ضد التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى ذلك، فإن استهداف الصين للشركة الأكثر قيمة في أمريكا، إلى جانب قدرات تصنيع الرقائق المكتشفة حديثًا لشركة "سميك"، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضوابط المناهضة للصين في واشنطن، ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر، الأمر الذي يثير استياء المستثمرين كثيرًا.

أشباه الموصلات

وأضاف تقرير "إيكونومست" أنه حتى الآن أثرت التدابير المتخذة ذهابًا وإيابًا بشكل كبير على شركات أشباه الموصلات، وفي العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة وأدوات صنع الرقائق إلى الصين، وذكرت شركة "إن فيديا"، الرائدة في معالجات الذكاء الاصطناعي، التي تتجاوز قيمتها السوقية هذا العام تريليون دولار، أن الضوابط التجارية ستخفض إيراداتها الفصلية بنسبة 6%، ويمكن أن تؤثر القيود الأكثر صرامة أيضًا على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، إذ يذهب 20% إلى 25% منها إلى الصين.

عقوبات صينية

وبحسب المجلة البريطانية، ضرب الانتقام الصيني صانعي الرقائق في الولايات المتحدة، وفي مايو الماضي، استبعدت الصين رقائق الذاكرة التي تنتجها شركة "ميكرون" الأمريكية من بعض مشروعات البنية التحتية، وهو ما قد يؤدي إلى خفض الإيرادات السنوية للشركة بما يزيد على 10%، ومن الجدير بالذكر أن الحديث عن حظر شركة "أبل" أثر سلبًا على أسعار أسهم موردي الرقائق الأمريكيين لشركة أبل، بما في ذلك شركات "سيروس" و"كواليكم" و"سكاي ووركس" .

وضع مختلط للشركات الأمريكية

وتابع تقرير المجلة البريطانية بأنه بالنسبة للمنتجين الأمريكيين المتخصصين في معدات صناعة الرقائق، فإن الوضع مختلط، إذ حذرت شركتان متخصصتان، هما "لام ريسيرش" و"أبلايد ماتيريال"، من انخفاض في المبيعات بقيمة 2 مليار دولار في عام 2023، أي ما يعادل نحو 10% من الإيرادات، ومع ذلك، قد يتم تعويض بعض هذا من خلال زيادة مبيعات المعدات المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات الأقل تقدمًا، كما تضاعفت مشتريات الصين من هذه الأدوات أربع مرات بين عامي 2019 و2023.

الحد من وصول الصين إلى الحوسبة السحابية الأمريكية

ومع تصاعد التوترات قد يواجه المزيد من عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وليس شركة "أبل" فقط، تحديات، وتابع التقرير بأنه يتردد أن إدارة بايدن تدرس الحد من وصول الصين إلى الحوسبة السحابية الأمريكية، ما قد يؤثر على شركات مثل "ألفابت" و"أمازون" و"ميكروسوفت".

ارتفاع حصة هواوي من المبيعات المحلية

وعلى الرغم من اعتبارها "خاسرة "في نظر الولايات المتحدة، فقد وجدت شركة "هواوي" وشركة "سيمك" وغيرها من عمالقة التكنولوجيا الصينيين فرصًا، وسط النزعة القومية التكنولوجية الناتجة عن الصراعات الجيوسياسية، إذ ارتفعت حصة هواوي من مبيعات الهواتف الذكية المحلية من 7% إلى 13%، في العام الذي سبق الربع الثاني من 2023، وقد يؤدي البيع السريع للجهاز الجديد إلى تعزيز مكانتها، خاصة إذا دخل حظر "آيفون" في الصين حيز التنفيذ، وبالإضافة إلى ذلك تستفيد هواوي من ابتكارات شركة "سيمك" التي تهدف إلى التحايل على الضوابط الأمريكية، وهو ما يتضح في زيادة سعر سهم شركة تصنيع الرقائق بنسبة 10% في الأسبوع، الذي أعقب إطلاق هاتف "هواوي" "ميت 60 برو".