الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الناتو يناور بـ"المُدافع الصامد".. الغرب يواصل استعراض القوة أمام روسيا والصين

  • مشاركة :
post-title
مناورات حربية- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

يستعد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لإجراء أضخم مناورات عسكرية في إطار الحلف منذ انقضاء الحرب الباردة، تحت عنوان "المُدافع الصامد"، يستهدف من خلالها إظهار قدراته أمام روسيا التي تخوض حربًا واسعة النطاق في أوكرانيا منذ فبراير 2024، وهي الطريقة ذاتها التي تتبعها الولايات المتحدة ضد الصين إذ تزايدت المناورات التي تجريها في محيطها البحري بالأشهر الأخيرة.

ووفقًا لرئيس اللجنة العسكرية بالحلف روب باور، سيشارك في المناورات - المقرر تنفيذها خلال شهري فبراير ومارس 2024، في ألمانيا وبولندا ودول البلطيق- ما لا يقل عن 41 ألف جندي، وأكثر من 50 سفينة، كما ستشهد بين 500 و700 طلعة جوية.

وقال رئيس اللجنة العسكرية لـ"الناتو"، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش المؤتمر السنوي لرؤساء الأركان العامة للحلف، الذي استضافته النرويج، إن الحلف سيجري أضخم مناورات له منذ الحرب البادرة، بمشاركة أعضاء الحلف إلى جانب السويد التي لا تزال تنتظر موافقة تركيا والمجر على انضمامها.

وفي يونيو الماضي، نفذ الحلف ما وصفها بـ"أكبر مناورة جوية في تاريخه" تحت اسم "إير ديفندر 23"، إذ شارك فيها نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة، ونحو 10 آلاف جندي، واستضافتها ألمانيا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا.

وترى روسيا أن مناورات الحلف في بحر البلطيق تحول المنطقة إلى ساحة للمواجهة الجيوسياسية، إذ قالت ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي منتصف الأسبوع الماضي، إن مناورات الناتو تحول بحر البلطيق الذي كان ينعم بالسلام إلى منطقة أخرى من المواجهة الجيوسياسية.

تهدف المناورات في الأساس، لإظهار قدرات الحلف أمام روسيا، وقال "باور" في تصريح خلال يوليو الماضي، إن الحلف لا يزال يعتبر روسيا "خطرًا جديًا"، وسيضع خططه العسكرية انطلاقا من أن الجيش الروسي لا يزال بكامل قدراته.

مناورات أمريكية أرمينية

ويوم 11 سبتمبر الجاري، انطلقت تدريبات "إيجل بارتنر 2023"، بين أمريكا وأرمينيا، والتي تستمر حتى 20 سبتمبر الجاري، بمشاركة 85 عسكريًا أمريكيًا، و175 عسكريًا من جيش أرمينيا.

وقالت قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، إن التدريبات ستسمح لكلا البلدين ببناء علاقات على المستوى التكتيكي وزيادة "التنسيق الميداني"، لوحدات عمليات حفظ السلام.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن تلك الخطط تثير القلق الروسي، ولا تسهم في استقرار المنطقة وتعزيز الثقة المتبادلة، مؤكدًا أن روسيا تواصل أداء مهامها كضامن أمني، كما تواصل موسكو العمل المستمر والبناء مع كل من يريفان وباكو، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي عقب قمة مجموعة العشرين، إن روسيا تأسف لإجراء مناورات عسكرية بين أرمينيا والولايات المتحدة.

مناورات بالبحر الأسود

إلى ذلك شاركت قوات بحرية أمريكية مع نظيرتيها من رومانيا وأوكرانيا في الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر، بالبحر الأسود.

ووفقًا لبيانات القوات البحرية، جرى تنفيذ الأنشطة بالمنطقة الخاضعة لمسؤولية البحرية الرومانية، وشارك فيها ممثلون من بلغاريا وبريطانيا وتركيا وفرنسا".

وأشارت البحرية الرومانية إلى أن "الهدف الرئيسي من التدريبات هو تطوير التعاون التشغيلي والتكتيكي بين الدول المشاركة من أجل ضمان حرية الملاحة"، وهي نقطة خلافية بين روسيا وأوكرانيا منذ بدء الحرب في 2022.

اليابان وأمريكا

فيما تخطط قوات الدفاع الذاتي البرية واليابانية وقوات الجيش الأمريكي، لإجراء مناورات عسكرية مشتركة، في جنوب وشمال اليابان، في الفترة بين 14 و31 أكتوبر المقبل، في خطوة أعقبت زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، روسيا، وتصاعد العلاقات القوي بين البلدين.

درع جارودا.. رسالة تحذير للصين

وبينما تتقارب العلاقات الروسية الصينية مع تزايد العقوبات الغربية على الأولى، وأيضًا تهديدات بكين لجزيرة تايوان، اتجهت الولايات المتحدة ودول غربية إلى إجراء مناورات موسعة خاصة في المحيط الهادئ.

وشارك الآلاف من الجنود من الولايات المتحدة وأستراليا وإندونيسيا وفرنسا وبريطانيا واليابان، في مناورات عسكرية في 10 سبتمبر الجاري، في جزيرة جاوة الإندونيسية، وهي المناورات التي جاءت في وقت تشتعل فيه الخلافات بين واشنطن وبكين، إذ تعمل واشنطن على تعزيز تحالفاتها العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لطمأنة الحلفاء، القلقين من تحركات بكين في بحر الصين الجنوبي، بحسب "يورو نيوز".

ومناورات درع جارودا، تقام سنويًا بمشاركة الجنود الأمريكيين والإندونيسيين وحلفائهم منذ عام 2009، ووصل إجمالي عدد القوات المشاركة في التدريبات إلى 5000 جندي.

تدريبات تاليسمان سيبر

فيما شاركت 11 دولة –بينها ألمانيا للمرة الأولى- في تدريبات "تاليسمان سيبر"، التي نفذتها أستراليا والولايات المتحدة على مدار أسبوعين في يوليو الماضي، بمشاركة قوات يزيد قوامها على 30 ألف جندي، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه استعراض للقوة والوحدة في وقت تصر فيه الصين على طموحاتها بصورة متزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتجرى تدريبات "تاليسمان سيبر" كل عامين، وأجريت لأول مرة في 2005، وستكون تدريبات هذا العام الأكبر حتى الآن.

وما أكد أن رسالة التدريبات موجهة للصين، تصريحات الأمين العام للبحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو، في أثناء مراسم افتتاحها على متن سفينة بحرية في سيدني، التي جاء فيها: "أهم رسالة يمكن أن تتلقاها الصين من هذه التدريبات ومن أي شيء يفعله حلفاؤنا وشركاؤنا معًا هي أننا تربطنا قيم أساسية متأصلة في العديد من بلادنا.