الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحدٍ للبروتوكول.. لقاء ماكرون المثير للجدل مع زعيم المعارضة البريطاني

  • مشاركة :
post-title
زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة لافتة وغير تقليدية، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استضافة زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر، في قصر الإليزيه الرئاسي، إذ تعتبر هذه الخطوة انتهاكًا للبروتوكولات الدبلوماسية المعتادة، حيث يعقد الرئيس الفرنسي عادةً لقاءات ثنائية فقط مع زعماء المعارضة في التكتل السياسي بالبرلمان الأوروبي، ومع ذلك، فقد قبلت الحكومة الفرنسية هذا اللقاء نظرًا لأهمية اختبار "ستارمر" لتفاعل فرنسا مع سياساته الرئيسية.

وقبِل "ماكرون" بتنظيم لقاء مع "ستارمر" في الإليزيه الأسبوع المقبل، إذ سيتاح لزعيم حزب العمال البريطاني المعارض الفرصة لاختبار ردود فعل فرنسا تجاه سياساته الرئيسية.

ويعتقد أن ستارمر هو من طلب اللقاء، ووافقت فرنسا عليه بهدف حماية "الطابع الاستراتيجي" للعلاقة مع بريطانيا، بغض النظر عن من يكون في السلطة بعد الانتخابات العامة المقبلة.

أعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أنه سيستقبل "ستارمر" لأول مرة، عندما التقيا في قمة مجموعة العشرين في الهند الأسبوع الماضي، فيما يعد هذا اللقاء انحرافًا عن البروتوكول الدبلوماسي المعتاد للرئيس الفرنسي، حيث يلتقي عادةً فقط بزعماء المعارضة في التكتل السياسي بالبرلمان الأوروبي، مثل أعضاء حزب التجديد الأوروبي الذي ينتمي إليه ماكرون.

ومع ذلك، فقد وافقت الحكومة الفرنسية على هذا اللقاء نظرًا لأهمية تجربة ستارمر لتفاعل فرنسا مع سياساته.

وفي هذا الصدد، وبحسب صحيفة ذا تليجراف، صرح مصدر مسؤول قائلًا: "لسنا من نفس العائلة السياسية -لسنا اشتراكيين- ولكن الطابع الاستراتيجي للعلاقة الثنائية يبرر استقبالنا له، وهذا الرغبة في أن يأتي ويختبر سياساته الرئيسية معنا والتي قد يعتزم تنفيذها في حال فوزه بالانتخابات العامة في المملكة المتحدة".

ومن المقرر أن يتناول اللقاء قضايا مهمة للبلدين، بما في ذلك التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجههما في الوقت الحالي، كما سيتناول أيضًا قضايا الهجرة والتعاون الثنائي في مجالات مثل التجارة والاستثمار.

وفي هذا السياق، أكد ماكرون أن فرنسا تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع المملكة المتحدة، وأنه يرغب في الحفاظ على التعاون الوثيق بين البلدين بغض النظر عن القوى السياسية التي تتولى الحكم في بريطانيا.

وفي تصريح للصحفيين، قال ماكرون: "نحن نعلم أن السياسة تأتي وتذهب، ولكن العلاقة بين بريطانيا وفرنسا تبقى قوية ومستدامة".

وفي الوقت نفسه، أعرب "ستارمر" عن تقديره للقاء ماكرون وفرصة التحاور معه حول القضايا المشتركة. وصرح قائلًا: "إن فرنسا تلعب دورًا مهمًا في الشؤون الدولية، ونحن نرغب في بناء علاقة قوية معها تستند إلى الاحترام المتبادل والتعاون".

على الرغم من الانتقادات التي واجهها ماكرون بسبب هذا اللقاء، إلا أن هذه الخطوة تعكس النهج الجديد والمرونة في الدبلوماسية الفرنسية، كما تشير إلى استعداد فرنسا للتعامل مع زعماء المعارضة في بلدان أخرى بغض النظر عن انتمائهم السياسي، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتعميق التفاهم والتعاون الدولي.