تخطط الدنمارك إلى مواجهة التغير المناخي والطقس السيئ، وخاصة الأمطار الغزيرة والفيضانات، بتحويل مدينة كوبنهاجن، إلى ما يعرف بالمدينة الإسفنجية، لتصبح الحدائق أحواض سباحة والشوارع خطوط أنابيب لتصريف المياه الناتجة عن الأمطار.
وبحسب ديتي لجول سورنسن المهندسة المسؤولة عن المشروع، فقد تم على مدار السنوات السبع الماضية إنشاء نهر غير مرئي يمر بكوبنهاجن، ومن المفترض أن ينقذ العاصمة الدنماركية من الدمار في حالة الطوارئ. وفقًا لمجلة "دير شبيجل" الألمانية.
توضح سورنسن: " من خلال المشروع يتم تجميع المياه بقاع النهر الذي تم إنشاؤه بشكل مصطنع، إلى جانب صنع بركة ماء على 15000 متر مكعب من الماء، أي ما يعادل حوالي 83000 حوض استحمام مملوء عن آخره".
تعد الحديقة إحدى نقاط النهاية لشبكة من الوصلات العلوية والسفلية والمساحات الخضراء والشوارع المعدلة وأحواض الاحتفاظ، وتبلغ تكلفة المشروع 1.8 مليار يورو.
تأتي تقارير الطقس المتطرف من جميع أنحاء أوروبا هذا الصيف؛ ومع تقدم تغير المناخ، فمن المرجح أن تزداد هذه الظاهرة في المستقبل، وتعد كوبنهاجن واحدة من الأماكن المعرضة لخطر الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وفي شهر يوليو وحده، هطلت الأمطار بمعدل ضعفي المعتاد في الدنمارك - أكثر من أي وقت مضى في هذا الشهر خلال الـ 149 عامًا الماضية، وانهارت إمدادات الطاقة لعشرات الآلاف من الأشخاص؛ وكان لا بد من إخلاء مركز الصدمات في المستشفى الجامعي، واضطرت منظمة الصحة العالمية إلى إغلاق مكتبها الأوروبي وإخلاء متنزه تيفولي الترفيهي. وانتشرت الفئران الميتة في الشوارع، ووفقًا لدراسة، أصيب 22% من عمال البناء الذين شملهم الاستطلاع بالمرض خلال أسابيع أعمال التنظيف، وقدرت الأضرار في كوبنهاجن وحدها بما يعادل أكثر من 800 مليون يورو.
استغرق الأمر أقل من عام حتى تنضم كوبنهاجن إلى مبادرة الأمم المتحدة لحماية المناخ.
ورغم أن مفهوم "المدينة الإسفنجية" موجود أيضًا في أماكن أخرى، فقد تمت تجربته بشكل خاص في المدن الصينية سريعة النمو، ولكن لم يتم تنفيذ هذه الفكرة في أي مكان بنفس القدر من الاتساق كما حدث في كوبنهاجن، وتتضمن الخطة 350 مشروعًا.