الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع انطلاقها.. ما المتوقع من قمة مجموعة العشرين؟

  • مشاركة :
post-title
أطفال يرسمون بورتريهات لبعض قادة مجموعة العشرين

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

بدأ قادة قمة مجموعة العشرين، اليوم السبت، اجتماعاتهم بالقمة السنوية الـ18 في العاصمة الهندية نيودلهي، وسط أجواء مبهجة على طول الطريق من المطار الدولي حتى وسط المدينة، وآمال في الخروج برسالة قوية لتلبية تطلعات دول الجنوب لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

كما ساد الهدوء أجزاء من المدينة التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، حيث تم إغلاق بعض الطرق الرئيسية ونشر 130 ألف فرد أمن لحراسة الحدث.

تأسيس مجموعة العشرين

وتأسست مجموعة العشرين في عام 1999 في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 كمنتدى للوزراء ومحافظي البنوك المركزية، لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية.

وعلى مر السنوات، تحولت إلى منتدى لمعالجة المشاكل العالمية الملحة، مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ، ولاحقًا انضمت إليها الحرب الروسية-الأوكرانية والتداعيات العالمية للصراع.

ويمثل أعضاء مجموعة العشرين 85% من الناتج الاقتصادي العالمي، و75% من التجارة الدولية، ونحو 60% من سكان العالم.

وتضم المجموعة 19 دولة، هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي كل عام، يرأس المجموعة عضو مختلف، يستضيف اجتماعاتها السياسية وقمتها.

وللمرة الأولى، تولت الهند رئاسة القمة الـ18 لمجموعة العشرين، والتي تسلمتها من إندونيسيا العام الماضي، وستسلمها للبرازيل في العام المقبل.

توقيت مثالي لقمة العشرين

حرص ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، وحكومته، على أن تكون اجتماعات مجموعة العشرين مرئية على نطاق واسع، وأن يتردد صداها في الداخل والخارج، في إطار ترسيخ صورة الهند كقوة عالمية.

وعن ذلك، قال أديتيا راماناثان، محلل الأبحاث في مركز السياسة العامة بمعهد "تاكشاشيلا" في بنجالور بالهند: "إن القمة التي أعقبت هبوط الهند الناجح على سطح القمر وإطلاق أول مهمة للطاقة الشمسية الأسبوع الماضي، ستعزز مكانة الهند في الداخل والخارج".

ومع ذلك، أفاد المحلل السياسي بأن كل الجهود المبذولة لنجاح القمة، لا يعتمد على الهند وحدها.

ونقلت صحيفة "عرب نيوز" الإنجليزية عن "راماناثان": "إن مجموعة العشرين منقسمة اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات".

وبحسبه، فإن السياسة العالمية بشكل كبير منذ عام 2020 بسبب الوباء، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتدهور علاقات الصين مع العديد من البلدان.

الهند والصين.. علاقات فاترة

وأفاد بأن علاقات الصين فاترة، ليس فقط مع الولايات المتحدة، بل وأيضًا مع الهند، التي اندلعت التوترات معها بشكل متقطع على طول حدودها في منطقة الهيمالايا على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.

وإلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تغيب نظيره الصيني شي جين بينج، عن القمة، وهذه هي المرة الأولى التي يتغيب فيها زعيم صيني عن القمة منذ الاجتماع الأول في عام 2008.

وعن غيابه، قال مانوج كيوالراماني، زميل دراسات الصين في معهد تاكشاشيلا: "لا أعتقد أن قرار شي جين بينج بعدم الحضور يتعلق بمجموعة العشرين في حد ذاتها"، موضحًا أن بكين لا تريد أن ينظر إليها على أنها تؤيد الهند كزعيم للجنوب العالمي.

قضايا مطروحة على أجندة القمة

وخلال قمة مجموعة العشرين، من المتوقع أن يتناول زعماء العالم المشكلات الرئيسية التي تؤثر على استقرار السوق العالمية.

ومن بين القضايا الأخرى المطروحة للاتفاق التنمية الخضراء، والتي تشمل تمويل المناخ، والبنية التحتية العامة الرقمية التي يمكن الوصول إليها، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة، فضلًا عن خطة عالمية لتحسين الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.

تحديات أمام قمة العشرين

لم تسفر الاجتماعات الوزارية التي عقدت على مدار العام عن نتائج مرجوة حول التحديات العالمية البارزة.

وتلقي الدول الغربية اللوم على زحف القوات الروسية نحو أوكرانيا، التي تمثل سلة غذاء العالم، كما أشارت بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وكندا، إلى أنها سترفض التوقيع على أي إعلان مشترك لا يدين الحرب الروسية في أوكرانيا.

وإذا فشل الزعماء في التوصل إلى توافق، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس الكتلة التي تنتهي فيها القمة دون بيان مشترك، وفي هذه الحالة، يتعين على الهند، باعتبارها الدولة المضيفة، أن تصدر بيانًا يلخص النقاط التي اتفقت عليها البلدان فضلًا عن الخلافات.

وقال سانجاي كابور، المحلل ورئيس تحرير مجلة "هارد نيوز" السياسية: "تعقد قمة مجموعة العشرين في وقت يتأثر فيه العالم بالحرب الأوكرانية، وتمثل الهند الجسر بين وجهتي نظر متطرفتين".