قبل أيام من زيارته المقرر أن يلتقي فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة دعم روسيا بالأسلحة خلال الحرب الروسية الأوكرانية، مقابل حصول بيونج يانج على تكنولوجيا متقدمة خاصة بالأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، بحسب "نيويورك تايمز"، أعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، عن تدشين غواصة هجومية نووية تكتيكية جديدة على الطراز الكوري، والتي تقول إنها تبشر ببداية فصل جديد لقواتها البحرية.
وعقب الإعلان، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية وحليفيها اليابان وكوريا الجنوبية، عن معارضتهم الشديدة لإطلاق كوريا الشمالية غواصتها النووية التكتيكية، فيما وصفوا ذلك القرار بأنه تحدٍ لجهود نزع السلاح النووي بالمنطقة.
تصعيد نووي
أطلقت كوريا الشمالية غواصة نووية من نوع "الهجوم النووي التكتيكي الكوري"، في حفل حضره الزعيم كيم جونج أون، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، وسيؤدي هذا التحرك إلى تعزيز القوة البحرية الكورية، ويجعلها أحد وسائل الهجوم الأساسية تحت الماء.
وأكد "كيم"، أن تسليح البحرية بالأسلحة النووية هو مهمة عاجلة، كما وعد بنقل المزيد من السفن الغواصة والسطحية المجهزة بالأسلحة النووية التكتيكية إلى القوات البحرية، مشيرًا إلى أن حفل إطلاق الغواصة يشير إلى "بدء فصل جديد في تعزيز قوة البحرية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
وتخطط كوريا الشمالية لتحويل غواصاتها الموجودة إلى غواصات هجوم نووية، وتسريع دفعها لبناء غواصات نووية، وقال "كيم" إن "تحقيق التطور السريع في قواتها البحرية هو أولوية لا يمكن تأجيلها في ضوء التحركات المستفزة والأفعال العسكرية للأعداء في الآونة الأخيرة".
خطوة استباقية
ويأتي قرار الزعيم الكوري الشمالي بإطلاق غواصة نووية في الوقت الذي تستعد فيه أمريكا وكوريا الجنوبية لعقد محادثات رفيعة المستوى بشأن الردع الموسع الأسبوع المقبل، لمناقشة سبل تحسين التعامل مع التهديدات الكورية الشمالية الناشئة، وفقًا لما ذكرته وزارتا الخارجية والدفاع في سول، اليوم الجمعة.
ويخطط الجانبان لإجراء مناقشات شاملة ومتعمقة حول السياسات والتعاون الاستراتيجي لتعزيز قدرات الردع في مواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتقدمة لكوريا الشمالية، ويشير الردع الموسع إلى التزام الولايات المتحدة باستخدام جميع قدراتها الدفاعية، بما في ذلك النووية، للمساعدة في الدفاع عن حلفائها.
انتقادات وتهديدات
كوريا الجنوبية
أدانت كوريا الجنوبية إطلاق جارتها الشمالية غواصتها النووية، وقالت إنه يشكل خرقًا صارخًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واتفاقيات السلام الثنائية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنها تراقب عن كثب تحركات كوريا الشمالية، وأنها مستعدة للتعامل مع أي تهديدات. حسبما ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء.
اليابان
أعربت طوكيو عن قلقها البالغ إزاء إطلاق بيونج يانج غواصتها النووية، وقالت إنه يمثل تصعيدًا خطيرًا للتوترات في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن هذا التحرك يشكل تحديًا لجهود نزع السلاح النووي، وأنه سيعمل مع حلفائه لمواجهة تلك التهديدات. حسبما ذكرت وكالة أنباء "كيودو".
أمريكا
ومن جهتها، أدانت الولايات المتحدة القرار الذي اتخذه "كيم" بإطلاق غواصة نووية، وقالت إنه يشكل انتهاكًا للقانون الدولي والالتزامات المتعلقة بالأمن.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، إلى أن هذا التحرك يظهر عزم بيونج يانج على تطوير قدراتها النووية والصاروخية، ووصف تلك التحركات النووية، بأنها ستزيد من التهديدات على جيرانها والمجتمع الدولي، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".
اللقاء المرتقب
وفي وقت سابق، كشف البيت الأبيض، وصحيفة نيويورك تايمز، عن زيارة مرتقبة من جانب كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية، إلى روسيا، حيث من المقرر أن يبحث الزعيم الكوري الشمالي، عن دعم حلفائه المقربين في مواجهة ما يسميه بتهديدات الغرب والولايات المتحدة الموجهة إلى بلاده.
ومن المتوقع أن يبحث "كيم" مع "بوتين" إمكانية تزويد كوريا الشمالية بأسلحة نووية وصاروخية، بحسب يون سوك يول، الرئيس الكوري الجنوبي، وتأتي زيارة "كيم" في ضوء تطور العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونج يانج، واهتمام روسيا بتعزيز علاقاتها مع كوريا الشمالية.
وأعربت الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة كوريا الجنوبية، التي صرحت بذلك رسميًا، على لسان رئيسها، خلال قمة "آسيان" الأخيرة، عن مخاوفهم بشأن امتلاك بيونج يانج لأسلحة روسية، قد تهدد الأمن والاستقرار العالميين، حال موافقة موسكو على تلك الصفقات.