بينما يتمادى في التخبط للحفاظ على ائتلافه اليميني من الانهيار، وتجنب عقوبة السجن، تتواصل الجهود المبذولة لإسقاط بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، من خلال الاحتجاجات المستمرة والانتقادات التي يتداولها الإعلام المحلي، ويغذيها الحراك السياسي خلف الكواليس؛ طمعًا في منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
رحيل نتنياهو
وجدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في استطلاع رأي أجرته اليوم الجمعة، أن الائتلاف الحكومي في إسرائيل سيكون أكثر استقرارًا إذا "رحل" نتنياهو من منصبه، وذلك بعد عشرات الاستطلاعات التي سجل فيها حزب الليكود "الحاكم" برئاسته تراجعًا ملحوظًا ف عدد المقاعد خلال ولايته الأخيرة.
وفاز "نتنياهو" بفترة ولاية سادسة في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين، والتي أجربت في نوفمبر الماضي، بمساعدة التيار الأكثر يمينية في إسرائيل، إذ يضم وزراء ذوي خلفية دينية وقومية متطرفة.
وأظهر الاستطلاع أن عدد مقاعد الائتلاف في الكنيست سيزداد إذا حل يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، أو نير بركات، وزير الاقتصاد، -وهما عضوان في الليكود يُنظر إليهما على أنهما خلفاء محتملين لنتنياهو- محله كرئيس للوزراء.
وإلى جانب "جالانت" و"بركات"، يشار إلى أن هناك أعضاء كنيسيت آخرين يتطلعون إلى رئاسة "الليكود"، من بينهم مثل حابي ديختر، ويولي أدلشتاين، وتساحي هنجبي، وإيلي كوهين وزير الخارجية.
معسكر الدولة في الصدارة
ويواصل "الليكود" تراجعه في استطلاعات الرأي، ففي حال إجراء انتخابات مبكرة، سيحصل "الليكود" على 26 مقعدًا، وبالتالي سيظل حزب "معسكر الدولة في المقدمة بـ 30 مقعدًا، أي أقل بمقعد واحد من الفوز بـ 31 مقعدًا في استطلاع معاريف الأخير.
وظل حزب رئيس المعارضة عضو الكنيست يائير لابيد، "يش عتيد"، ثالث أكبر حزب في الكنيست بحصوله على 17 مقعدًا، في حين حصل حزبا الحريديم "شاس" و"يهدوت هتوراة" على 10 و7 مقاعد لكل منهما، دون تغيير عن الاستطلاع السابق.
وفي المقابل، حصل المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل منصب وزير المالية، على مقعد واحد، ليصل إلى ستة مقاعد، بينما فاز حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي المتطرف، بأربعة مقاعد في الانتخابات، مما جعل الائتلاف أقلية إجمالية بـ 53 مقعدًا.
منصب رئاسة الوزراء
وفي المعارضة، بقي حزب "يسرائيل بيتنو" بزعامة أفيجدور ليبرمان ثابتًا بخمسة مقاعد، في حين حصل عضو الكنيست منصور عباس "القائمة العربية" على مقعد واحد، ليصل إلى ستة مقاعد، وبقيت الفصائل العربية المشتركة على 6 مقاعد.
وكانت "معاريف" قد فسرت السبت الماضي، امتناع كبار السياسيين الإسرائيليين عن التدخل لتغيير المشهد السياسي المملوء بالفوضى، مشيرة إلى أن السبب يكمن في منصب "رئيس الوزراء.
وأفادت الصحيفة أن الهدف من وقوف كبار حزب "الليكود" الحاكم وأعضاء الكنيسيت مكتوفي الأيدي أمام الدمار الذي تسبب فيه بنيامين نتنياهو، وشركاؤه في الائتلاف، هو إقالته من منصبه بعد أن ينهي حياته السياسية بنفسه.
وبحسب الصحيفة، يعرف قادة الليكود أن نتنياهو أقرب بكثير إلى نهاية حياته المهنية، لذلك لا يكلفون أنفسهم ثمنًا بالصدام مع رئيس الوزراء الأكثر فترة ولاية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية.