في تحدٍ صارخ للتحذيرات الأمريكية، أكدت كوريا الشمالية أنها أطلقت غواصة هجومية نووية تكتيكية جديدة على الطراز الكوري، والتي تقول إنها تبشر ببداية فصل جديد لقواتها البحرية، وسط شكوك حول كفاءة السفينة من قبل السلطات الكورية الجنوبية.
مبالغة في إظهار القوة
وتم إطلاق الغواصة، التي تحمل اسم"Hero Kim Kun Ok"، وسط ضجة كبيرة في حفل حضره كيم جونج أون، الزعيم الكوري الشمالي، يوم الأربعاء، ونشرته وكالة "الأنباء المركزية الكورية الشمالية" التي تديرها الدولة.
ونقلت الوكالة عن زعيم الشمال قوله: "إن السفينة مجهزة بعدد كبير من وسائل إطلاق الأسلحة النووية، وقادرة على شن ضربات استباقية وانتقامية ضد دول معادية"، مؤكدًا أنه دعا البلاد إلى تحويل جميع غواصاتها المتوسطة الحجم إلى إصدارات ذات قدرة نووية.
لكن هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية انتقدت إعلان كوريا الشمالية في بيان صدر اليوم الجمعة، قائلة إن الغواصة الجديدة تبدو غير قادرة على العمل الطبيعي"، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية تبالغ في قدراتها.
شكوك حول مصداقية بيونج يانج
وتأتي التقارير حول الغواصة بعد أن زعمت كوريا الشمالية في نهاية الأسبوع الماضي، أنها قامت بمحاكاة هجوم صاروخي نووي لتحذير الولايات المتحدة من "خطر الحرب النووية"، في الوقت التي تستعد فيه بيونج يانج للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس البلاد في 9 سبتمبر.
وفي الوقت نفسه، أعرب خبراء أمريكيون أيضًا عن شكوكهم بشأن الغواصة الجديدة، سواء فيما يتعلق بفعالية صواريخها أو ما إذا كانت كوريا الشمالية ستكون قادرة على بناء أكثر من سفينة واحدة من هذا القبيل، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويعتقد محللون أمريكيون، أن الغواصة التي تم الكشف لأول مرة عن أنها قيد الإنشاء قبل أربع سنوات، تعمل بالطاقة التقليدية ولكنها ربما تكون قادرة على إطلاق صواريخ باليستية مزودة برؤوس حربية نووية.
صواريخ باليستية ذات قدرات نووية
ونقلت "سي إن إن" عن هاي ستون، خبير الغواصات، قوله: "إن السفينة الجديدة تبدو وكأنها تعتمد على الغواصات القديمة ذات التصميم السوفييتي من طراز روميو"، علمًا بأن كوريا الشمالية تمتلك بالفعل 20 غواصة من طراز روميو في أسطولها الذي يقدر بنحو 64 إلى 86 غواصة، وفقًا لـ"مبادرة التهديد النووي".
وأشار "ستون" إلى أن الغواصة الأخيرة ربما تحتوي على 10 أنابيب إطلاق صواريخ في حجرة ملحقة بشراعها، مضيفًا أنه "بالنظر إلى استثمار المملكة المنعزلة في الصواريخ الباليستية، فمن المحتمل أن تكون هذه ذات قدرة نووية".
ومنذ العام 2015، أجرت كوريا الشمالية تجارب إطلاق صواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs) تسع مرات، كان آخرها في عام 2022، بحسب مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع الانتشار النووي.
ومع ذلك، قال محللون آخرون إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الغواصة الجديدة قادرة على إطلاق صواريخ باليستية من غواصات.
شكوك في فاعلية الصواريخ
في السياق ذاته، قال كارل شوستر، الكابتن المتقاعد في البحرية الأمريكية، والمدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ: "إن الغواصة التي تم إطلاقها حديثًا ربما كانت على بعد عامين من التشغيل الكامل".
وأضاف "سوستر" أن تركيب واختبار الآلات والمكونات الداخلية للغواصة سيستغرق حوالي 18 شهرًا، ثم سيكون هناك ما يصل إلى ستة أشهر من التجارب البحرية والتدريب.
وحتى لو أصبحت الغواصة جاهزة للعمل بكامل طاقتها، فإن هناك من يشكك في فاعلية الصواريخ التي تطلقها بيونج يانج من الغواصات، بحسب "سي إن إن".
إرسال رسالة إلى الخصوم
وبينما يعتقد المحللون أن الغواصة التي تم إطلاقها يوم الأربعاء، تعمل بالطاقة التقليدية، قال كيم سابقًا إنه يريد أن تنتج بلاده سفنًا تعمل بالطاقة النووية في المستقبل.
وبغض النظر عن مصدر الطاقة، قال شوستر إن إطلاق الصاروخ يوم الأربعاء هدفه إرسال رسالة ردع إلى خصومه، على رأسهم الولايات المتحدة واليابان.
ويأتي إطلاق الغواصة وادعاء كوريا الشمالية بمحاكاة هجوم صاروخي نووي في نهاية الأسبوع الماضي، وسط مؤشرات على قلق بيونج يانج من زيادة التعاون بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وفي نهاية أغسطس، جرى البلدان مناورات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية لمحاكاة هجوم مضاد ضد أي عدوان خارجي.
وفي أعقاب اجتماع قمة مايو في سول، تعهد رئيسا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بتعزيز التعاون العسكري.