الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأزمة الأوكرانية.. موسكو تتعلم من الإخفاقات وكييف "ثابتة على المبدأ"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجيش الدفاع الروسي

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

يُظهر صمود القوات الروسية وحفاظها على مواقعها بعد ثلاثة أشهر من الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا، أن موسكو تعلمت من إخفاقاتها الماضية، بينما أوكرانيا لا تزال تعتمد الاستراتيجية القديمة ذاتها، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

عقيدة روسيا العسكرية

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن أسلوب روسيا الدفاعي المنظم بشكل جيد نسبيًا، وعقيدتها العسكرية القائمة منذ فترة طويلة، مقارنة بالأيام الأولى للحرب، تشير إلى قدرتها على الصمود على المدى الطويل رغم خسائرها الفادحة.

ويشار إلى أن موسكو تراهن على استنزاف صفوف أوكرانيا أو فقدان ثقتها بالدول الغربية.

ورأي إيان ماتفييف، المحلل العسكري الروسي لدى مؤسسة "مكافحة الفساد"، التي أسسها أليكسي نافالني، المعارض الروسي، إن الروس استحضروا تجاربهم من الحرب القديمة، ويهدفون إلى دفع القوات الأوكرانية إلى طريق مسدود.

مكاسب أوكرانية محدودة

وفي حين زعمت القوات الأوكرانية بتحقيق مكاسب محدودة في محاولتها قطع الجسر البري الجنوبي لروسيا إلى شبه جزيرة القرم، أوضح محللون وسياسيون، أن المساعدات الغربية التي تتمثل في المعدات العسكرية وتدريبات الجيش الأوكراني من قبل أعضاء الناتو لإجراء مناورات هجومية معقدة، لم تحرز تقدمًا ملحوظًا.

وأشارت "واشتطن بوست" إلى أن القوات الروسية لم تحقق النجاح التي كانت واشنطن تتطلع إليه، وأن أوكرانيا لا تزال تعتمد على تكتيك قديم، وهو "إطلاق القذائف الصاروخية على المواقع الروسية".

وأظهر الهجوم الروسي المتجدد على مدينة كوبيانسك الشمالية الشرقية التي كانت تسيطر عليها موسكو سابقًا أن روسيا لا تزال قادرة على التقدم، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه جزء من استراتيجية دفاعية، تهدف إلى منع القوات الأوكرانية من التركيز في الجنوب، بحسب الصحيفة الأمريكية.

عناصر من الجيش الأوكراني
إعادة هيكلة الصفوف الروسية

وبحسب التقديرات الأمريكية، تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة وسط التقدم العشوائي العام الماضي، حيث تم القضاء على بعض الوحدات بالكامل تقريبًا.

ورغم تراجع معنوياته، تمكن الجيش الروسي من التعافي وأعاد تشكيل صفوفه من خلال "التعبئة الجزئية" التي استدعت مئات الآلاف من الرجال، ومن خلال التجنيد من السجون، وهو أسلوب مقتبس من قوات "فاجنر" العسكرية الخاصة.

وقبل الحرب، قدر عدد الجيش الأوكراني بنحو 250 ألف جندي، لكن التقديرات تشير إلى أن 120 ألف جندي أوكراني قتلوا أو جرحوا في الحرب، فضلاً عن نحو 200 ألف جندي روسي وهي أرقام في تزايد مستمر، نقلًا عن "واشنطن بوست".

خطوط دفاعية شديدة التحصين

وعن الخطوط الدفاعية الروسية شديدة التحصين، قال دارا ماسيكوت، المحلل العسكري الروسي في مؤسسة "راند البحثية" الأمريكية: "إن إعداد هذا النوع من المواقع الدفاعية هو أمر يفهمه القادة وقد تدربوا عليه منذ أن كانوا طلابًا عسكريين".

وبحسب التقديرات، فإن هدف الخطوط الدفاعية الروسية متعددة الطبقات هو إبطاء واستنزاف القوات الأوكرانية، وحتى لو تقدموا عبر خط المواجهة، فعليهم أن يتعاملوا مع القوات الروسية الجديدة الراسخة في الخط الثاني أو الثالث.

ويعد استخدام روسيا المكثف للألغام الأرضية جزءًا أساسيًا من دفاعها، إذ تستخدم القوات الروسية نظام زرع الألغام " ISDM Zemledeliye الذي ينثر الألغام من الصواريخ، ما يسمح بإعادة زرع الألغام بسرعة في المناطق التي تم تمشيطها.

وبحسب الصحيفة، قد تواجه استراتيجية روسيا الحالية موجة جديدة من التحديات، لكن موسكو ستدفع بوحداتها حتى النقطة التي لم تعد فيها قادرة على القتال.

عناصر من الجيش الروسي