إن القرار الذي اتخذه الرئيس الصيني شي جين بينج، بتخطي اجتماع مجموعة العشرين في نيودلهي وحضور رئيس مجلس الدولة لي تشيانج، بدلًا من ذلك يحمل دلالة رمزية في سياق العلاقات الأمريكية الصينية، وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورننج بوست"، على الرغم من التفاعلات الإيجابية، مثل زيارة أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى بكين، أعرب الرئيس جو بايدن عن خيبة أمله إزاء غياب "شي" عن القمة.
بادرة حسن نوايا
لعبت زيارة جينا رايموندو، وزيرة التجارة الأمريكية، للصين أخيرًا دورًا مهمًا في العلاقات الثنائية، إذ حذفت واشنطن 27 شركة صينية من القائمة السوداء، لمراقبة صادرات التكنولوجيا قبل زيارة رايموندو، في علامة على حُسن النية على الرغم من تفضيل إدارة بايدن التعامل مع الصين من موقع قوة، وخلال زيارتها جرت مناقشات لحل القضايا التجارية وشرح ضوابط التصدير، ما يعكس تصميم الجانبين على المشاركة.
عقوبات الرقائق
وبحسب الصحيفة الصينية، كانت بكين تأمل الحصول على تنازلات فيما يتعلق بعقوبات الرقائق، التي فرضتها واشنطن، لكنها واجهت مقاومة من الإدارة الأمريكية، إذ أوضحت "رايموندو" أن الرقائق المهمة لن تُباع للصين، وردًا على ذلك، أعلنت شركة "هواوي" الصينية عن هاتف ذكي جديد، يُعتقد أنه يتميز بقدرات 5G، ما يُظهر قدرة الصين على إنتاج معالجات متقدمة على الرغم من ضوابط التصدير الأمريكية.
التضامن مع روسيا
وتُظهر هذه الخطوة الاستراتيجية من جانب الصين مقاومتها للتوافق مع رواية واشنطن ورغبتها في انتزاع المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة، وربما ينتظر الرئيس الصيني، الفرصة التالية، مثل قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، نوفمبر المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ أن عدم حضور اجتماع مجموعة العشرين يتوافق أيضًا مع موقف روسيا ما يظهر التضامن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي تحافظ فيه الولايات المتحدة على موقف متشدد تجاه كل من الصين وروسيا، ويشير هذا إلى رفض الصين التوافق مع الخطاب الذي تتبناه واشنطن.
وخلصت الصحيفة إلى أن غياب "شي" عن اجتماع مجموعة العشرين يوضح صبر الصين الاستراتيجي ومقاومتها التكتيكية، الأمر الذي يجعل بايدن ينتظر اللحظة المناسبة للقاء، كما أنه يدل على تضامن الصين مع روسيا، إذ تحافظ الولايات المتحدة على موقف متشدد تجاه كلا البلدين.