الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرج "دعوة من الخلا للبحر": الفيلم تجميع لمواقف حقيقية.. والزواج المبكر قضية واقعية

  • مشاركة :
post-title
صناع الفيلم القصير "دعوة. من الخلا. للبحر"

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

ردود فعل قوية حصدها المخرج الأردني مراد أبو عيشة عقب عرض فيلمه القصير "دعوة من الخلا للبحر" ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي، في قسم "ضوء على الأفلام الأردنية القصيرة"، ليكمل بهذه المشاركة مسيرته في المهرجانات الدولية بعد حصوله على مجموعة من الجوائز، إذ سبق ونال جائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي في مهرجان إيمدغاسن السينمائي في الجزائر، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في فيلم طلابي من الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهما.

وحول مشاركته الأخيرة في عمّان وتفاصيل تحضير فيلمه، تحدث المخرج الأردني مراد أبو عيشة لموقع "القاهرة الإخبارية"، معربًا عن سعادته لعرض "دعوة. من الخلا. للبحر" في بلده الأم، وقال: "كانت هذه المرة الأولى التي أحضر فيها فعاليات هذا المهرجان الفني، والحديث من محبي السينما ليس فقط في عمّان بل أيضًا في العروض الإضافية في مختلف محافظات المملكة، فالنقاشات المختلفة التي تولدت بين الحضور هي التي بقيت حاضرة في ذاكرتي، ففي أحد العروض تم مناقشة موضوع الزواج المبكر، الذي يتطرق له الفيلم، وفوجئ الحضور بواقعية الموضوع، لأنه خُيّل لهم بأنها مشكلة من الماضي وغير موجودة في الأردن بشكل يمكن وصفه بأنه مشكلة".

وعن الفكرة التي يتناولها في الفيلم ومن أين استوحاها، قال: "أردت أن أصنع فيلمًا يتناول العلاقة الوثيقة بين شقيقتين في مرحلتين عمريتين مختلفتين، ووجدت نفسي غير مهتم بالعالم حولهما وتفاصيله، وهنا كان قراري بالانفصال عن الواقعية ورواية القصة عن رحلة الأخت الصغرى النفسية في محاربة الخوف الذي زرعه والدها فيها".

يؤكد "مراد أبو عيشة" أن قصة الفيلم ليست حقيقية بشكل كامل، وأن هناك جانبًا خياليًا إلى جانب تجميع العديد من القصص والمواقف الحقيقية التي دارت معه وأفراد من عائلته ومحيطه.

استغرقت مراحل صناعة هذا الفيلم نحو ثلاث سنوات ونصف السنة، حسبما ذكر مراد أبو عيشة، ويحكي عن أبرز الصعوبات قائلًا: "بالنسبة لي كان دمج الكم الكبير من المؤثرات البصرية في الفيلم لتقديم شخصية الغول الخيالية، فقد أردتُ في هذا الفيلم أن أجرب، وأخرج عن المألوف، إلى جانب توجيه الممثلتين وخصوصًا الصغرى التي تجسد دور ياسمين، إذ إنها لا تمتلك أي خبرة أمام الكاميرا، ولصغرها في السن كان توجيهها في بعض المشاهد شائكًا، لكني بعد الانتهاء من الفيلم كنت فخورًا بها وبشجاعتها بالجهد الرائع الذي قدمته".

وعن سر تسمية الفيلم بهذا الاسم قال: "ليس هناك سر أو قصة خفية، حيث استغرق إيجاد عنوان فترة طويلة لصعوبة المواضيع التي يتطرق إليها هذا الفيلم، وفي النهاية وبعد بحث طويل جذبتني كلمة "دعوة" لدلالتها الدينية، وتمثيلها للرحلة التي ستقوم بها الأختان، أما "الخلا" فهي الصحراء موطن الأختين، والبحر ويحمل دلالة شاعرية للحرية وهي وجهة شخصيات الفيلم".

تتطلب الأعمال المستقلة دائمًا دعمًا ماديًا، وتواجه تعثرًا في بعض الأحيان، وحول تغلب المخرج مراد أبو عيشة على هذا الأمر قال: "هذا الفيلم بالتحديد، قمنا بالإنتاج المشترك بين عدة شركات في ألمانيا والأردن، وعن طريق هذه الشركات قمنا بتأمين الميزانية المطلوبة لصناعة الفيلم، بعض هذه الشركات كانت مقتدرة ماليًا ومستعدة لدعم المشروع مباشرة، والبعض الآخر قام بدعم المشروع عن طريق تأمين المعدات اللازمة للتصوير".

يشارك الفيلم حاليًا في مهرجانات مختلفة حول العالم، وفي الفترة المقبلة سيكون العرض الأول للفيلم في مدينة نيويورك ويليه عدة عروض في ألمانيا وفرنسا، حسبما أكد المخرج، وحول مشروعاته المقبلة يقول: "أنا حاليًا في مرحلة التطوير والكتابة لفيلمين روائيين طويلين، لا يمكنني الحديث عنهما الآن، لكن ما يمكنني قوله هو إن إحداهما اقتباس لرواية كندية وهو إنتاج مشترك بين كندا وفرنسا".