تكافح العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم حرائق الغابات المندلعة منذ بداية موسم الصيف، التي استمرت على مدار أيام عديدة أمام عجز عن السيطرة عليها، ما أدى إلى إلحاق ضرر كبير على المستوى الاقتصادي، فضلًا عن الانبعاثات البيئية.
إلحاق ضرر باقتصاد كندا
تواجه كندا هذه السنة حرائق هائلة انتشرت على مساحات شاسعة، لا سيما في الغرب والشمال، واجتاحت حتى الآن نحو 16 مليون هكتار من الأراضي وتسببت في نزوح 200 ألف شخص.
وأوضح ستيفن براون، المحلل في "كابيتال إيكونوميكس"، في مذكرة، أن حرائق الغابات لا تتسبب عمومًا في تبعات تذكر على الاقتصاد الكندي، إلا أن هذه السنة اختلف الأمر، إذ أنه مع اتساع الحرائق إلى هذا الحدّ كان وقعها أشد وطأة أكبر من المعتاد، وفقًا للوكالة الفرنسية "فرانس برس".
وأضاف "يبدو أن أسوأ حرائق عرفتها كندا في تاريخها هي خلف جزء كبير من التراجع المسجل أخيرًا في إجمالي الناتج المحلي، ومع امتداد أوامر الإجلاء الآن إلى مزيد من المناطق، من المرجح أن تبقى الأرقام رديئة في الأشهر المقبلة".
تكلفة أكبر في الخطة الجديدة
وكان معهد "أوكسفورد إيكونوميكس" حذر في تقرير في يونيو الماضي أن الحرائق قد تكلف الاقتصاد الكندي ما بين 0,3 و0,6 نقطة مئوية من نموه. وقدرت كندا في خطتها الجديدة للتأقلم مع التغير المناخي، التكلفة السنوية لمكافحة حرائق الغابات بمليار دولار كندي أي ما يعادل 737 مليون دولار.
خسائر تصل إلى 15,4 مليار دولار
وفي حين أنه من المتوقع أن يصل متوسط الخسائر السنوية الناجمة عن الكوارث بحلول 2030 إلى 15,4 مليار دولار كندي، ازدادت خسائر شركات التأمين بأربعة أضعاف منذ 2009 متخطية ملياري دولار كندي في السنة، وفق مكتب التأمين الكندي الذي يمثل مختلف شركات التأمين الخاصة.
مصرع 26 شخص في اليونان
وفي حين أودت النيران في اليونان حتى الآن بحياة 26 شخصا، قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمام البرلمان في وقت لاحق هذا الأسبوع إنه من المتوقع أن يلتهم هذا الحريق وحرائق أخرى مميتة في أنحاء مختلفة من اليونان أكثر من 150 ألف هكتار من الأراضي.
وقالت المفوضية الأوروبية إن الحريق الذي شبّ في متنزه داديا الوطني وما زال مشتعلا منذ أسبوعين، هو الأكبر على الإطلاق في أوروبا.
وقال ألكسندروس ديميتراكوبولوس، رئيس حماية الغابات ومختبر علوم حرائق الأراضي البرية بجامعة أرسطو في سالونيكي، إن حرائق هذا العام أقوى بالتأكيد من حرائق الأعوام السابقة بسبب تغير المناخ.
نقص الاستعدادات
وأضاف في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن "هناك حاجة إلى تخطيط أفضل في مكافحة الحرائق، مشيرا إلى إن التركيز يجب أن يكون على التدابير الكافية لمنع اندلاع حرائق الغابات.
وعبر سياسيون معارضون عن مواقف مماثلة خلال نقاش محتدم دار في البرلمان في وقت سابق، واتهموا الحكومة بالبطء الشديد في اتخاذ الإجراءات الوقائية وضعف التنسيق بين مختلف الوكالات الحكومية المعنية.
رد الحكومة
وفي المقابل، قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن اليونان ليست الدولة الوحيدة التي ابتُليت بمثل هذه الحرائق الهائلة، لافتا إلى كوارث مماثلة هذا الصيف في كندا وإسبانيا والولايات المتحدة مشيرا إلى أزمة المناخ المتزايدة وموجة الحر الممتدة في الصيف والرياح الجافة التي أججت الحرائق.
وأمس، أنقذت رجال الإطفاء في اليونان 25 مهاجرا حوصروا داخل غابة شمال شرق البلاد، بسبب الحرائق، وقالت إدارة إطفاء الحرائق إن المجموعة حوصرت في الغابة الواقعة بين قريتين في منطقة إيفروس، قرب الحدود مع تركيا. ولم يتم الإبلاغ عن إصابات.