شهدت الساعات الماضية، افتتاح أحد أقدم المعابد اليهودية بوسط العاصمة المصرية القاهرة وهو معبد "بن عزرا" بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، ليفتح أبوابه مرة أخرى أمام الزوار المصريين والأجانب.
وإبراهام بن عزرا، الذي ينسب المعبد إليه، واحد من عظماء اليهود في العصور الوسطي، وشيد المعبد في القرن الـ12 الميلادي، وأعيد بناؤه في القرن الـ19، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري.
ويتكون معبد "عزرا" من طابقين، الأول كان يستخدم قديمًا للرجال والثاني للسيدات، حيث جرى تخصيص ساحة لصلاة النساء في هذا الطابق، كما يحتوي على الأطلس الذي يعرف بـ"الأطلس المعجزة" ويليه البيما وهي منصة الصلاة، وكتاب التوراة ويليه قدس الأقداس ويعلوه لوحتي الشريعة.
بئر للطهارة
يضم المعبد بئرًا للطهارة يتم الوضوء بمائه قبل الدخول للمعبد وخاصة غسل وتنظيف الأرجل، لضمان طهارة المكان المقدس، كما يوجد به مكتبات تعرف بـ"الرواق الجنوبي الغربي"، وهي عبارة عن ست دواليب مُتلاصقة مزخرفة بالعاج والصدف.
لوحه فنية تتجسد في سقف المعبد وكذلك على جدرانه، التي يسيطر عليها الجص، فضلًا عن زخارف الأرابيسك، كما كان يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية في مصر، بالإضافة إلى "الجنيزا" الخاصة باليهود في مصر وهي مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم، وتمثل أهمية للدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر.
وعن تخطيط المعبد، فهو مستطيل مساحتُه نحو 3500 متر، وله واجهات خالية من الزخارف، وبالنسبة للمعبد من الداخل فيتبع الطراز البازيليكي حيث ينقسم بواسطة بائكتين إلى ثلاثة أروقة متوازية، أوسطها أكثرها اتساعًا.
وترميم معبد "بن عزرا" لم يكن الأول بل خضع في وقت سابق وتحديدًا عام 1990 لأول عملية ترميم إلا أنها لم تستمر، ومع مرور السنوات تدهورت حالته حتى نفذت وزارة السياحة والآثار المصرية مشروع ترميم وصيانة المعبد أواخر 2021.