طلبت أوكرانيا من منتقدي وتيرة هجومها المضاد المستمر منذ ثلاثة أشهر أن "يصمتوا"، في أوضح إشارة حتى الآن على استياء كييف من تسريبات لتصريحات مسؤولين غربيين يقولون إن "قواتها تتقدم ببطء شديد".
ومنذ أن شنّت أوكرانيا هجومًا مضادًا تستخدم فيه معدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات، استعادت أكثر من 12 قرية، لكنها لم تتمكن بعد من اختراق الدفاعات الروسية الرئيسية، بحسب وكالة انباء "رويترز".
ونقلت تقارير في صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" ومؤسسات إخبارية أخرى، الأسبوع الماضي، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين قولهم إن "الهجوم لم يرق إلى مستوى التوقعات"، وانتقد البعض استراتيجية كييف، واتهموها بتركيز قواتها في الأماكن الخطأ.
وتقول موسكو إن الهجوم الأوكراني فشل بالفعل، بينما يرد القادة الأوكرانيون بأنهم يتحركون ببطء عمدًا "لإضعاف الدفاعات والإمدادات الروسية وتقليل الخسائر عندما يهاجمون في نهاية المطاف بكامل قوتهم".
وقال دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، للصحفيين، إن "انتقاد الوتيرة البطيئة للهجوم المضاد يعني... البصق في وجه الجندي الأوكراني الذي يخاطر بحياته كل يوم، ويتقدم ويحرر كيلومترًا تلو الآخر من الأراضي الأوكرانية".
كما قال خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا: "أنصح جميع المنتقدين بأن يصمتوا، وأن يأتوا إلى أوكرانيا ويحاولوا تحرير سنتيمتر مربع واحد بأنفسهم".
وأكد ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، أن القادة الأوكرانيين جديرون بالثقة.
وأضاف: "لقد فاق الأوكرانيون التوقعات مرارًا، علينا أن نثق بهم، نحن ننصح ونساعد وندعم. لكن... الأوكرانيين هم من يجب أن يتخذوا هذه القرارات".
الخطوط الدفاعية
بعد شهور شقّت القوات الأوكرانية خلالها طريقها عبر حقول الألغام الكثيفة، وصلت أخيرًا إلى الخطوط الدفاعية الروسية الرئيسية في الأيام الماضية جنوبي قرية روبوتين، التي انتزعت السيطرة عليها الأسبوع الماضي في منطقة زابوريجيا بغرب البلاد.
وتتقدم القوات الآن بين قريتي نوفوبوكروبيفكا وفيربوف القريبتين، بحثًا عن طريق للالتفاف حول الخنادق المضادة للدبابات، وصفوف من الأهرامات الخرسانية المعروفة باسم "أسنان التنين" التي تشكل التحصينات الروسية الرئيسية، ويمكن رؤيتها من الفضاء.
وقال قائد أوكراني في المنطقة لـ"رويترز"، الأسبوع الماضي، إن القوات اخترقت أصعب الخطوط الدفاعية ووصلت إلى مناطق دفاعاتها أقل، ومن المتوقع الآن أن تتقدم القوات بسرعة أكبر، ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من ذلك بشكل مستقل، ونادرًا ما تقدم كييف تفاصيل عن عملياتها الهجومية.
وفي بيان، قالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن قوات بلادها حققت نجاحات بالقرب من نوفوبوكروبيفكا، دون أن تخوض في تفاصيل.
وذكرت أيضًا أن القوات الأوكرانية تتقدم بالقرب من باخموت في الشرق، وهي المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا خلال هجومها الذي شنّته في وقت سابق من العام، وأضافت أن معارك عنيفة تدور في قرى جنوبي المدينة.
وتحدث أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، عن "تحركات إيجابية" بالقرب من باخموت.
هجمات الطائرات المسيرة في روسيا
كثّفت أوكرانيا أيضًا هجمات الطائرات المُسيّرة على أهداف في العمق الروسي، وفي الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت طائرة مُسيّرة أوكرانية أخرى فوق منطقة بريانسك في جنوب روسيا.
وأعلن حاكم منطقة بسكوف (غرب روسيا) أن وحدات الدفاع الجوي الروسية "حيدت جسمًا مجهولًا".
ونشر الحاكم ميخائيل فيديرنيكوف، مقطع فيديو على تيليجرام، يُظهر إطلاق النار في الهواء، وأضاف أنه لم تقع أضرار على الأرض.
وفي الليلة السابقة، أعلنت موسكو عن محاولات أوكرانية لشنّ ضربات بطائرات مُسيّرة في 6 مناطق روسية، تسببت ضربة منها في نشوب حريق هائل في قاعدة جوية عسكرية في بيسكوف، مما أدى إلى إتلاف عدة طائرات نقل عسكرية عملاقة على المدرج.
ونادرًا ما تعلق أوكرانيا بشكل مباشر على هجمات بعينها داخل روسيا، لكن بدا أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يتباهى بهجوم بيسكوف، يوم الخميس.
وقال " زيلينسكي"، في خطابه المسائي المصور: "نتائج لأسلحتنا، الأسلحة الأوكرانية الجديدة، على بعد 700 كيلومتر".
ويمنع حلفاء أوكرانيا الغربيون بشكل عام كييف من استخدام الأسلحة التي يقدمونها إليها في مهاجمة الأراضي الروسية، لكنهم يقولون إن لكييف الحق في مهاجمة أهداف عسكرية بأسلحتها الخاصة.