يتواصل الهجوم الأوكراني المضاد، الذي تشنه كييف في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022، في وقت تحتاج فيه كلتا الدولتين إلى المزيد من الذخيرة، وبينما يدعم الغرب كييف علانية منذ بدء الهجوم، تُوجَّه الاتهامات إلى أنصار موسكو بتزويدها بالسلاح دون اعتراف من أي جانب، وخرجت الإدارة الأمريكية نهاية الأسبوع الجاري، لتتحدث عن صفقة أسلحة ذخيرة بين موسكو وبيونج يانج ووصفتهما بـ"الدولتين المنبوذتين".
وقالت الإدارة الأمريكية، إن روسيا وكوريا الشمالية، تعملان على التقدم بنشاط في مفاوضاتهما بشأن صفقة أسلحة محتملة، توفر الذخيرة بجميع أنواعها للأسلحة الروسية، بما فيها المدفعية، وقالت إن معلومات استخباراتية تؤكد استماتة الكرملين للحصول على المزيد من العتاد للحرب في أوكرانيا، وسط نفي من جانب بيونج يانج، بحسب "سي إن إن".
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي يإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن وفدًا ضمَّ مسؤولين روس زار عاصمة الكورية الشمالية، بعد زيارة وزير الدفاع سيرجي شويجو الشهر الماضي، كما تبادل الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي الرسائل التي يتعهدان فيها بزيادة التعاون الثنائي.
وكشف كيربي، إن هذه الصفقات المحتملة، ستوفر لروسيا كميات كبيرة وأنواع متعددة من الذخائر من كوريا الشمالية، والتي يخطط الجيش الروسي لاستخدامها في أوكرانيا، كما أن الصفقات يمكن أن تشمل المواد الخام والتي من شأنها أن تساعد القاعدة الصينية العسكرية الروسية.
وهدد "كيربي" بإجراءات مباشرة لمعاقبة أي كيانات مشاركة في صفقات محتملة، وحثّ كوريا الشمالية على وقف المفاوضات، مشيرًا إلى أن محاولات روسيا للحصول على أسلحة من الخارج دليل على محنتها، قائلًا: "لا توجد طريقة أخرى للنظر إلى ذلك سوى اليأس والضعف، بصراحة تامة".
تهرب روسي
من جهتها، قالت روسيا، أمس الخميس، إنها تعتزم تطوير علاقتها مع كوريا الشمالية، لكن الكرملين تجنب الإجابة على أسئلة تتعلق بالصفقات المحتملة بين البلدين، والرد على التقارير الأمريكية التي تتحدث عن تقدم البلدين بنشاط في صفقة الأسلحة المحتملة.
وقال "الكرملين" ردًا على سؤال يتعلق بتلك التقارير، إن البلدين يحافظان على علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وأن هناك اتصالات بينهما على مستويات مختلفة، ووصف كوريا الشمالية بأنها "جارة مهمة" لروسيا.
ولم يُجبْ دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، بشكل مباشر، على سؤال وجهه له الصحفيون، حول ما إذا كان الزعيمان تبادلا الخطابات فعلًا.
اتهام متكرر
ولا تعد الاتهامات الأمريكية لكوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة أمرًا جديدًا، وهو ما نفته بيونج يانج سابقًا.
وقال نائب مدير الشؤون الخارجية العسكرية في وزارة الدفاع بكوريا الشمالية، إن بلاده ليس لديها صفقات سلاح مع روسيا، ولا تخطط لذلك مستقبلًا، واتهم الولايات المتحدة بنشر شائعة لا أساس لها باستمرار، ووصفها بأنها جزء من محاولات أمريكا العدائية لتشويه صورة بلاده على الساحة الدولية.
وتتحدث الإدارة الأمريكية، عن عزم كوريا الشمالية تزويد روسيا بالأسلحة منذ سبتمبر 2022، وهو ما نفته كوريا الشمالية مرارًا.