يتصاعد التوتر بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، التي عززت تعاونها في الأشهر الأخيرة بالعديد من المجالات العسكرية، مع كل من الولايات المتحدة واليابان، الأمر الذي يثير حفيظة كوريا الشمالية، التي ردت بالعديد من الإجراءات وجاءت أحدثها في مناورات عسكرية تحاكي ضرب أراضي كوريا الجنوبية بأسلحة نووية تكتيكية، ما يجعل الوضع أكثر تعقدًا.
كوريا الجنوبية ترد على زعيم بيونج يانج
قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، إن التدريبات التي تجريها مع الولايات المتحدة الأمريكية لها طبيعة دفاعية، محذرة مما وصفته بـ"الردود الساحقة على استفزازات بيونج يانج العسكرية"، ردًا على زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي أعلن نيته مهاجمة سول، إثر مشاركتها في تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
واعتبرت وزارة الوحدة أن بيونج يانج أصبح لديها هوس بالتهديدات والاستفزازات العسكرية، وكانت هيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية أعلنت إطلاق صاروخين باليستيين، أمس الأربعاء، باتجاه بحر اليابان، مشيرة إلى أن الصاروخين حلقا على مسافة 360 كم، وسقطا بعد ذلك في البحر.
مناورات بأسلحة نووية تكتيكية
أجرى جيش كوريا الشمالية مناورات عسكرية تحاكي ضرب أراضي كوريا الجنوبية بأسلحة نووية تكتيكية، ردًا على المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الكوري الجنوبي مع الجيش الأمريكي في المنطقة.
وأوضحت الوكالة أن هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري، نظمت مناورة عسكرية، 29 أغسطس الجاري، تحاكي "صد هجوم مفاجئ وشن هجوم شامل مضاد"، والاستيلاء على كامل أراضي الجزء الجنوبي من البلاد"، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
إطلاق صاروخين بالستيين
أطلقت كوريا الشمالية، ليل الأربعاء، صاروخين بالستيين قصيري المدى باتّجاه البحر، وفق ما نقلت وكالة يونهاب للأنباء عن الجيش الكوري الجنوبي، الذي أعلن أنّ الصاروخين أُطلقا باتّجاه بحر الشرق الذي يعرف أيضًا باسم بحر اليابان، قبيل منتصف الليل.
وأشارت هيئة الأركان المشتركة في رسالة نصية أرسلتها إلى مراسلين صحفيين إلى:"تعزيز "مراقبتنا ويقظتنا إزاء مزيد من الاستفزازات، وبقاء جيشنا على جهوزية تامة بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".
تحذير من حرب نووية
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون، دعا أمس الأول، إلى تعزيز القوة البحرية لبلاده، محذّرًا من خطر حرب نووية في مياه شبه الجزيرة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
واتّهم كيم واشنطن بأنّها باتت "أكثر انفعالية من أي وقت مضى"، من خلال إجرائها مناورات بحرية مشتركة ونشرها بصورة دائمة قدرات استراتيجية نووية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة الكورية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.
تدريبات درع الحرية أولتشي
يذكر أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان مناورات عسكرية مشتركة تسمى "درع الحرية أولتشي"، بدأت 21 من أغسطس الجاري، وتستمر حتى اليوم الخميس، وتشارك فيها قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز "بي-1بي".
وتهدف تدريبات "درع الحرية أولتشي" إلى "مواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية المسلحة نوويًا، وتضمن تدريبات في بوتشون، على بعد 52 كيلومترًا شمال شرق سول، تشمل دبابات ومركبات مدرعة من فرقة المشاة الميكانيكية التابعة للجيش الكوري الجنوبي كجزء من التدريبات العسكرية السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي بدأت 21 أغسطس وتستمر لمدة 11 يومًا.