الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم التوتر السياسي.. أمريكا والصين تتفقان على تدابير لمواجهة الأزمة الاقتصادية

  • مشاركة :
post-title
وزير التجارة الصيني وانج وينتاو ونظيرته الأمريكية جينا ريموندو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تحولًا كبيرًا، بعدما كانت تُعاني من توترات شديدة بسبب الحرب التجارية، إلا أن البلدين يبدوان الآن قد وجدا الطريق لبناء جسور التعاون مجددًا، في محاولة لتخفيف آثار الركود الاقتصادي. وقد رسمت الزيارة التاريخية، والاتفاقات المهمة لوزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، للصين سُبلًا لتعزيز التعاون الاقتصادي.

زيارة ريموندو التاريخية

قامت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو، بزيارة استمرت 4 أيام للصين، لتكون بذلك المسؤولة الأمريكية الرفيعة المستوى الرابعة التي تزور البلاد منذ بداية العام. واعتبرت الزيارة انعطافة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل تدهور الوضع الاقتصادي عالميًا. وانعقدت محادثات مطولة بين ريموندو ونظيرها الصيني وانج وينتاو استمرت 4 أيام، كان أبرزها التوصل إلى اتفاقية إنشاء مجموعتي عمل مشتركتين.

آراء الخبراء

يعتبر خبراء الشؤون الدولية الاتفاق الأمريكي الصيني خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الاقتصادين، إذ إن تراجع أحدهما سيؤثر سلبًا على الآخر؛ نظرًا لارتباطهما الوثيق. كما أشارت الخبيرة شيرلي مارتي لمجلة نيوزويك الأمريكية، إلى أن زيارات بلينكن ويلين وكيري السابقة ساهمت في خلق مناخ مناسب لزيارة ريموندو. وتعكس هذه الاتصالات المستمرة رغبة البلدين في تعزيز التعاون وتخفيف حدة التوتر بينهما.

أهمية الاتفاقيات

وبحسب ما أشارت وكالة الأنباء الصينية اتفقت الولايات المتحدة والصين خلال زيارة ريموندو على إنشاء مجموعتي عمل مشتركتين للتعاون في مجال التجارة والاقتصاد، حسبما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية. تُعنى المجموعة الأولى بتبادل المعلومات حول سياسات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأمن القومي، في محاولة للحد من اللبس حول هذه السياسات. في حين ستهدف المجموعة الثانية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

تأثير الاتفاق على الاقتصادين

يُمثل هذا الاتفاق إعادة الانطلاق للعلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، في ظل التدهور الذي تشهده أسواقهما، إذ تبلغ قيمة التبادل التجاري حوالي 700 مليار دولار سنويًا. ومن المتوقع أن يُسهم هذا التعاون في تخفيف الآثار السلبية للركود على البلدين، كما أن إنشاء قنوات اتصال مستمرة ستساعد على حل المشكلات والخلافات بينهما بصورة بناءة.

خطوة إيجابية

يمكن القول إن زيارة ريموندو للصين تُمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها كل منهما. حيث توجهت الزيارة إلى إنشاء قنوات حوار مستمرة عبر المجموعتين المشتركتين اللتين ستعملان على تبادل المعلومات حول السياسات وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، ومن المُتوقع أن تُسهم هذه المبادرة في خفض حدة التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة.

ومع ذلك، لابد من الإشارة إلى أن علاقة البلدين تواجه عدة تحديات كبرى لا يمكن التغاضي عنها، فالخلافات حول قضايا مثل تايوان وحقوق الإنسان ما زالت قائمة ومستمرة، كما أن هناك مخاوف بشأن مدى حسن نية الصين في تعزيز التعاون الاقتصادي، ومن ثم يبقى أمام البلدين مسار طويل قبل الوصول إلى درجة عالية من الثقة المتبادلة.