تصاعد التوترات بين روسيا والغرب حول الأزمة الأوكرانية إلى مستويات جديدة، إذ هدد المبعوث الروسي إلى بيلاروسيا باستخدام كامل قوة بلاده العسكرية ضد أي "هجوم" على حليفتها الاستراتيجية.
وفي ظل التوترات المتصاعدة بين مينسك ووارسو العاصمة البولندية، ربما يشكل هذا التهديد الروسي إشارة قوية للغرب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا. كما يلقي بظلاله على العلاقات المتوترة بين بولندا وروسيا، اللتين تتهم إحداهما الأخرى بدعم مجموعات مسلحة على حدودهما.
حذر بوريس جريزلوف، مبعوث موسكو إلى مينسك، من أن بلاده ستتعامل مع أي هجوم على بيلاروسيا على أنه اعتداء على نفسها، مستخدمة كل قدراتها العسكرية للرد.
وفي حديثه إلى محطة STV البيلاروسية، حذر الدبلوماسي -الذي شغل سابقًا منصب وزير الداخلية الروسي- أي طرف ثالث من مهاجمة الحليف الرئيسي لبلاده.
وقال "جريزلوف": "قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضوح "أنه في حالة وقوع هجوم على بيلاروسيا، فسوف نتعامل مع ذلك باعتباره هجومًا على روسيا"، مؤكدًا أن "العقيدة العسكرية الروسية تستلزم، في مثل هذه الحالة، الرد بكل أسلحتنا"، في إشارة على ما يبدو إلى خيار استخدام الأسلحة النووية.
عززت روسيا وبيلاروسيا تعاونهما العسكري وسط الصراع المستمر بين موسكو وكييف، وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت روسيا نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، بعد طلبات متكررة من مينسك للقيام بذلك.
استشهدت القيادة البيلاروسية بالسياسات الغربية العدوانية تجاه البلاد والتهديد الملحوظ الذي تشكله الأسلحة النووية الأمريكية، والتي يستضيفها الحلفاء الأوروبيون لواشنطن.
في الآونة الأخيرة، شهدت بيلاروسيا توترات مع جارتها بولندا، إذ تواجه العلاقات بين البلدين تدهورًا تدريجيًا في أعقاب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في بيلاروسيا، مما أدى إلى احتجاجات حاشدة في البلاد، بينما طعنت المعارضة في نتائجها.
ودعمت وارسو، وكذلك الاتحاد الأوروبي ككل، المعارضة البيلاروسية علانية في جهودها الفاشلة في نهاية المطاف للإطاحة بالرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
يبدو أن الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا أضر بالعلاقات المتوترة أكثر، إذ ردّت بولندا بغضب على نشر الأسلحة النووية الروسية، كما دقت ناقوس الخطر مرارًا وتكرارًا بشأن الأنشطة المزعومة لمجموعة فاجنر، بعد أن انتهى بها الأمر إلى إعادة نشرها في بيلاروسيا، في أعقاب تمردها الفاشل في أواخر يونيو.
تزعم وارسو أن مجموعة فاجنر كانت نشطة بشكل متزايد بالقرب من حدودها، إذ زعم رئيس الوزراء ماتيوز موراويكي أنها كانت "بلا شك خطوة نحو هجوم هجين قادم على الأراضي البولندية"، في حين نفت بيلاروسيا مثل هذه المزاعم، وأصرت على أن وارسو نفسها "تفاقم" الموقف نيابة عن الولايات المتحدة.