ساعات قليلة تفصلنا عن ختام النسخة الـ40 لمهرجان بنزرت الدولي، إذ من المقرر أن تختتم الفعاليات في 22 أغسطس بسهرة موسيقية يحييها الفنان التونسي رءوف ماهر، لينجح المهرجان في الخروج من النفق المظلم، بعد أن كادت ألا تنعقد الفعاليات بسبب خلافات اندلعت بين عدد من أعضاء جمعية مهرجان بنزرت الدولي الجهة المنظمة للمهرجان، وغيرهم من المترشحين لعضوية الهيئة الجديدة، مما تسبب في تأخر عقد كل من الجلسة العامة العادية والانتخابية، قبل أن تنتهي الخلافات بجلسة جمعت الأطراف كلها تحت إشراف رئيس المجلس الجهوي للثقافة، سمير عبد اللاوي والي بنزرت، تم على إثرها إقرار تعيين هيئة تسييرية وإسناد مهمة رئاستها لسامي حنيني، أحد أعضاء الهيئات المديرة المتعاقبة للمهرجان منذ سنوات.
عروض محلية دون دعم
يؤكد سامي حنيني، رئيس الهيئة التسييرية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الدورة الأربعين لمهرجان بنزرت الدولي أُقيمت دون دعم من أي جهة، سواءً وزارة الشؤون الثقافية أو الولاية أو البلدية أو غيرها، ولكننا أردناها دورة التحدي وقد كسبنا الرهان.
وأوضح أنه لم يتسن الحصول على دعم من مؤسسة تنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية؛ نظرًا لعدم تقديم الهيئة المتخلية للتقرير المالي وهو أحد الشروط الضرورية للحصول على دعم الوزارة، مُشيرًا إلى أن هذا الأمر يضاف إليه بعض الديون والتي تقدر بنحو 15 ألف دينار، وهو ما حال دون برمجة عروض دولية هذا العام، لذلك كانت دورة التحدي، حيث ارتأت الهيئة الحالية تنظيم دورة دون دعم وباعتماد برمجة على العروض التونسية، سواءً كانت موسيقية أو مسرحية.
وحول تكرار برمجة عدد من العروض التي قدمت في الدورة السابقة، على غرار عروض "بيج بوسا"، و"فيزا"، و"الزيارة"، أرجع ذلك إلى سببين أولهما أن تلك هي العروض المتوفرة على الساحة، وثانيهما أنها عروض ناجحة وتستقطب الجماهير وبالتالي تدر أموالًا تساهم في إنعاش الميزانية، وفي السياق ذاته أضيفت سهرة ثانية لعرض "الزيارة" لسامي اللجمي، وهو عرض يلاقي كل عام إقبالًا كبيرًا في بنزرت؛ لذلك تحرص الهيئة على تقديمه مرتين في كل دورة، ويحظى دائمًا بحضور جماهيري لافت، كما تمت إضافة عرض للفنان رءوف ماهر، ليكون مسك ختام الدورة يوم الثلاثاء المقبل.
إقبال الجمهور
يُشير سامي الحنيني إلى أنه لولا دعم الجماهير وإقبالهم الكبير وحضورهم في مختلف العروض، ما كان للدورة أن تنجح فهم الذين ساهموا في هذا النجاح، وجعلونا نكسب رهان الدورة التي اقتصرنا فيها على برمجة تونسية مائة بالمائة.
وعن أكثر السهرات التي شهدت حضورًا جماهيريًا باهرًا، أوضح سامي حنيني أن كل العروض كانت ناجحة جماهيريًا، منها بالخصوص سهرة الفنان صابر الرباعي، بينما أبرز العروض وأكثرها نجاحًا على الإطلاق والتي حققت إيرادات مهمة للمهرجان كانت السهرات الشبابية للمولعين بموسيقى الراب، منوها في هذا السياق بالتنظيم الأمني والمجهودات اللافتة التي بذلت في تلك السهرات بالخصوص، مما ساهم في إنجاحها ليس على المستوى الفني فحسب، لكن تنظيميًا وأمنيًا.
ونوه رئيس الهيئة التسييرية، بالمجهودات التي بذلها أعضاء الهيئة الحالية، لافتًا إلى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم لا سيما في ظل ضغط الوقت ووجوب وضع برمجة في زمن وجيز، واختيار عروض ناجحة تضمن إقبال الجمهور، مُوضحًا أن تقسيم الأدوار والخبرة التي يتميز بها أعضاء الهيئة، كلها عوامل تضافرت وساهمت في إنجاح الدورة رغم الصعوبات.