تواصل واشنطن جهودها، للتصدي للصعود الصيني، الذي يُثير مخاوف كبيرة، لدى القوى الغربية الأبرز، وأمس الجمعة دشنت الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية ما أسمته بـ"الحقبة الجديدة"، اتفقت خلالها الدول الثلاث على تعزيز التعاون للتصدي للطموحات الصينية وتهديدات كوريا الشمالية، وهو ما أثار غضب الصين التي انتقدت القمة.
وقال وانج وينبين، المُتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه لا ينبغي لأي دولة أن تسعى لأمنها على حساب المصالح الأمنية للدول الأخرى، مُضيفًا أنه في عالم يسوده التغيير والاضطراب على الجبهة الأمنية، يتعين على جميع الأطراف ممارسة التعددية الحقيقية، والتصدي المُشترك للتحديات الأمنية.
وتابع قائلًا إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي دعامة للسلام والتنمية وأرض واعدة للتعاون والنمو، ولا ينبغي تحويلها لساحة مصارعة للمنافسة الجيوسياسية مُجددًا، مُحذرًا من محاولة حشد المجموعات الإقصائية المُختلفة، وإشعال المواجهة بين التكتلات العسكرية في المنطقة.
تفاصيل قمة كامب ديفيد
اتفقت الدول الثلاث "اليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية"، على تعميق العلاقات الاقتصادية والعسكرية؛ لمواجهة الصعود الصيني وتهديدات كوريا الشمالية.
ووافقت الدول الثلاث على تعهد أمني جديد يلزمها بالتشاور مع بعضها في حالة حدوث أزمة أمنية أو تهديد في المحيط الهادئ، وبموجب التعهد، يوافق الحلفاء الثلاثة على تبادل المعلومات وإنشاء خط ثلاثي ساخن للتعامل مع الأزمات.
وأعلنت الدول الثلاث إنشاء مجموعة عمل ثلاثية جديدة لتطوير التعاون بينها، لمكافحة التهديدات السيبرانية، من جانب كوريا الشمالية، ومنع تهربها من العقوبات، بحسب بيان القمة.
كما أعلنت، عن بدء تبادل المعلومات حول اختبارات الصواريخ التي تقوم بها كوريا الشمالية.
وجاء في البيان أن الدول الثلاث، تلتزم باستئناف الحوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة، إلى جانب التعهد بتعزيز التعاون بهدف تشجيع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بـ"الشجاعة السياسية"، لرئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، ورئيس الوزراء الياباني، في طي صفحة العداء التاريخي.
وأضاف بايدن "بلداننا أقوى وسيكون العالم أكثر أمانًا ونحن نقف معًا"، متابعًا: "هذه الحقبة الجديدة من التعاون، تجدد عزمنا على العمل كقوة عبر المحيطين الهندي والهادئ وبصراحة في جميع أنحاء العالم".
تاريخ جديد
وأكد بايدن أن الدول الثلاث، تصنع تاريخًا جديدًا، في أول قمة من نوعها في العالم، وتضع حلولًا نهائية لمواجهة التحديات بين واشنطن وسول وطوكيو، كما أن الدول الثلاث ستشارك المعلومات والتنسيق الجيد لمواجهة أزمات المنطقة، وأعلن بايدن، إطلاق تعاون جديد بين المعامل الطبية وفي مجال التطور التكنولوجي.
أما الرئيس الكوري الجنوبي، فقال إن كامب ديفيد لها دلالة تاريخية للدول الثلاث، وإنهم يعملون على تعزيز التعاون لموجهة تحديات كوريا الشمالية، وأعلن رئيس الوزراء الياباني، عن تقديم 200 مليون دولار لضحايا أزمات المناخ، إلى جانب تعزيز استراتيجية الردع لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية، وقبل القمة قال رئيس الوزراء الياباني، إنه يأمل في صنع تاريخ جديد، قائلًا إن المجتمع الدولي عند نقطة تحول تاريخية، متعهدًا برفع مستوى التنسيق الأمني، وتعميق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع كل من كوريا الجنوبية وأمريكا.
مناورات عسكرية سنوية
وأكد الزعماء الثلاثة عزمهم إجراء مناورات عسكرية ضخمة بشكل سنوي، مؤكدين انفتاحهم على الحوار مع كوريا الشمالية، وجاء في البيان الثلاثي: "بلداننا الثلاثة تعلن اليوم عزمها إجراء تدريبات ثلاثية سنوية في بيئات مُختلفة"، مُؤكدًا أن "اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لا تزال ملتزمة باستعادة الحوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة".
عقوبات ضد روسيا
كما أعرب قادة الدول الثلاث، عن استعدادهم لفرض عقوبات منسقة ضد روسيا وتقليل الاعتماد على مواردها من الطاقة مع الاستمرار في دعم أوكرانيا، وقالوا في البيان: "نلتزم بمواصلة دعم أوكرانيا من خلال فرض عقوبات منسقة وحساسة ضد روسيا وتسريع الحد من الاعتماد على ناقلات الطاقة الروسية".