بينما تواجه شركة الكهرباء الأم في هاواي، على رأس عدة شركات عاملة في ذات المجال، اتهامات تنظرها دعاوى قضائية، بإهمال تسبب في مزيد من الحرائق في ماوي، أعلنت في أول تصريح لها أن "ماسًا كهربائيًا" تسبب في تدفق تيار زائد يُمكن أن يكون تسبب في نشوب المزيد من الحرائق.
يأتي ذلك بينما ارتفع أعداد قتلى حرائق غابات ماوي إلى 106، وسط محاولات مُضنية للبحث عن رفات ضحايا، فيما حذّر الحاكم من أن تحديد الجميع سيكون صعبًا.
ولأيام استعرت حرائق الغابات في ماوي، وأتت على آلاف الهكتارات، وخلفت آثار دمار هائلة في موسم حرائق غابات، وصف أنه الأكثر دموية ودمارًا منذ 100 عام في الولايات المتحدة، ولم يتم تحديد سبب رسمي بعد لهذه الوتيرة غير المُعتادة من الحرائق.
شبكة مرافق مُجهدة
وبينما لم تحدد السُلطات سبب حريق لاهاينا، تواجه شركة الكهرباء الأم في هاواي، اتهامات تتعلق بعدم إغلاقها خطوط الطاقة، عندما تخلق الرياح العاتية ظروف حريق خطيرة، ما تسبب في المزيد من الحرائق.
وتلقي دعوى قضائية جماعية نيابة عن الضحايا والناجين باللوم على شركة هاواي للكهرباء، وتزعم الدعوى أن خطوط الكهرباء المملوكة لشركة ماوي للكهرباء، والشركة الأم هاواي للكهرباء، تسببت في مزيد من الحرائق.
وقالت الشركة التي تدير شبكة استشعار في ماوي، في أول ردٍ لها على الادعاءات، إنها اكتشفت العديد من الأعطال الرئيسية في شبكة المرافق قبل ساعات من اندلاع الحرائق.
وبدورها، كشفت شبكة الاستشعار، لوسائل إعلام أمريكية، عن "شبكة مرافق مجهدة بشكل متزايد" على جزيرة ماوي، بدءًا من أواخر 7 أغسطس وحتى صباح 8 أغسطس، بحسب بوب مارشال، الرئيس التنفيذي للشركة في تصريح لـCNN الأمريكية.
قال "مارشال": "خلال ساعات الليل، عندما اشتعلت جميع الحرائق، قمنا بقياس 122 عطلًا فرديًا في شبكة المرافق".
وأوضح أن أحد هذه العيوب يُمكن أن يُنتج وميضًا قوسيًا، والذي تصفه إدارة السلامة والصحة المهنية بأنه وميض التيار الكهربائي الذي يترك مساره المقصود، ويمكن أن يؤدي إلى نشوب حريق.
ووفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن الخطأ هو "ماس كهربائي جزئي"، يتسبب في تدفق تيار زائد عبر نظام الكهرباء، ما يؤدي في النهاية إلى نشوب حرائق.
وجاء في الدعوى أن شركات المرافق "أبقت خطوط الكهرباء الخاصة بها دون عذرٍ أثناء الظروف المتوقعة لخطر الحرائق المرتفع"، ما تسبب في النهاية في وقوع "خسائر في الأرواح وإصابات خطيرة وتدمير مئات المنازل والشركات وتشريد آلاف الأشخاص، وإلحاق أضرار بالعديد من المواقع التاريخية والثقافية في هاواي"، وفق ما نقلت usa to day الأمريكية.
تحديد جميع الضحايا صعب
على صعيدٍ آخر، أعلنت السُلطات المعنية في ماوي، أمس الأربعاء، ارتفاع أعداد القتلى إلى 106 أشخاص، وطُلب من العائلات التي تنتظر بشدة أن تسمع أنباء عن ذويها من المفقودين تقديم مسحات من الحمض النووي.
وقال حاكم هاواي، جوش جرين، إن تحديد جميع الضحايا في حرائق غابات ماوي سيكون "صعبًا للغاية" ومن المُحتمل أن يستغرق أسابيع.
وأشار حاكم هاواي إلى أن فريقًا من علم الوراثة سيأتي للمساعدة في التعرف على الضحايا، حيث واصل المئات من الباحثين الذين يصطحبون كلابًا البحث في رماد ما كان في السابق منازل ومباني احترقت بسبب حرائق الغابات الأمريكية الأكثر دموية منذ قرن.
وبعد نحو أسبوع من الحرائق، لم تستطع السُلطات في لاهاينا رصد قائمة رسمية للخسائر، ولا يزال العديد من الأسر يبحثون بذعر عن أخبار ذويهم المفقودين، فيما تعقدت جهود البحث؛ بسبب ضعف شبكات الهواتف المحمولة واتصالات الإنترنت.